القـرن الإفـريقـي: لعبة المصالح الدولية وحسابات دول المنطقـة (2)
الصومال الجديد
آخر تحديث: 9/02/2018
لقراءة التقرير أو تنزيله بصيغة بي دي اف انقر هنا
التقرير الأسبوعي
الرقم 18
لعبـة المصـالح والنفـوذ في القـرن الإفريـقي
كمـا سبـق أن أشـرنا في المقـدمة، فإن الحضـور الدولـي بطبيعتـه الاستعمـارية ما زال مستمـراً في المنطقـة ـ منـذ حقبـة الاستعمـار الأوروبي وحتـى الآن، نظـراً لأهميتهـا الاستـراتيجيـة وفاعليتهـا وحيـويتهـا الاقتصـادية والسيـاسية والأمنيـة والعسكـرية.
بيـد أن الأجـلّ والأخطـر هـو التـدافـع المحمـوم والتنافـس غيـر المسبـوق اللذين تشهـدهما المنطقـة حاليـا من قبـل بعـض الدول الغـربية ذات المصالـح التقليـدية إلى جانـب العـديد من القـوى الدوليـة والإقليميـة الصـاعدة التي تكالبـت على المنطقـة تحـت مبـررات اقتصـادية وأمنيـة من أجـل السيطـرة والنفـوذ.
ويشيـر الواقـع الراهـن في القـرن الإفريـقي إلى أهميـة وخطـورة الأدوار”الإمبـرياليـة الحـديثة” خاصـة الأمريكيـة والإسـرائيليـة والصينيـة والإيـرانيـة والتركيـة، حيـث تؤكـد كافـة المؤشـرات والمعطيـات أن مجمـل المتغيـرات الراهنـة في المنطقـة تتجـه نحـو تحفيـز الصـراع واستمـراره ( ).
وبذلك أصبحـت مواين القـوة وما يرتبـط بها من توازنـات دوليـة وإقليميـة، تمثـل أحـد العـوامل المهمـة في إعادة صيـاغة المنطقـة وتوسيـع رقعـة الخارطـة الجيوبولتيكيـة أكثـر لتشمـل أغلـب دول شـرق إفريقيـا وإقليـم البحيـرات العظمـى، وبالتالي فإن تطـور الأحـداث ومآلاتها المستقبليـة في المنطقـة، بات يعتمـد بشكـل أسـاسي على العامـل الخارجـي.
خارطـة التوازنات الدوليـة في القرن الإفريـقي
كمـا أشـار هـذا التقـرير سالفـاً إلى أن منطقـة القـرن الإفريـقي تتميـز بخصـوصية استـراتيجيـة تتأثـر بالتحـولات والمتغيـرات في خارطـة السيـاسة الدوليـة والإقليميـة، منـذ عهـد الاستعمـار الأوروبي، مـروراً بفتـرة الحـرب العالميـة الأولـى والثانيـة، وحقبـة الحـرب البـاردة وانهيـار الاتحـاد السـوفيتـي ومنظـومة الدول الشيـوعيـة وإعـلان النظـام العالمـي الجـديد مع الحـرب الخليجيـة الثانيـة في بدايـة التسعينـات من القـرن العشـرين( )، وصـولاً إلى هجمـات الحادي عشـر من سبتمبـر 2001م، وثورات ما سمي بـ”الربيـع العـربي” التي اندلعـت أحـداثها عـام 2011م.
ولذلك كانـت ولا زالت الخارطـة الجيوبولتيكيـة ومـوازين القـوة في منطقـة القـرن الإفريـقي تشهـد تغيـرات مستمـرة، نتيجـة لتصـاعد حـدة النـزاعات الداخليـة وتشـابك صـراع المصـالح والحسـابات الاستـراتيجيـة بيـن الأطـراف المكـونة للإقليـم من ناحيـة، والقـوى الدوليـة والإقليميـة الفاعلـة في المنطقـة من ناحيـة أخـرى.
والصفحـات التاليـة تعكـس طبيعـة تفاعـلات الصـراع والتـدافـع الدولي والإقليمـي الراهـن على القـرن الإفريـقي، وتداعيـاتها على عـوامل الاستقـرار الداخليـة في دول المنطقـة وعـلاقتهـا مع بعضهـا البعـض، وكـذلك مـدى تأثيـرها على موازين القـوة والخارطـة الجيوسيـاسية للمنطقـة ككـل.
النفـوذ الأوروبي “التقليـدي” في القـرن الإفريـقي
بـدأ اهتمـام الدول الأوربيـة بمنطقـة القـرن الإفريـقي في وقـت مبكـر جـدا من أواخـر القـرن الخامـس عشـر، تحـديداً إبـان الاستكشـافات الجغـرافية التي قام بهـا البرتغاليـون في سـاحل المحيـط الهنـدي عام 1499م، وفي القـرن الثامـن عشـر الميـلادي، تجـددت أطمـاع القـوى الأوروبيـة “الكبـرى” في احتـلال هـذه المنطقـة بشكـل كامـل( ).
وقـد مثـل هـذا التطـور نقطـة تحـول استـراتيجيـة فاصلـة في تاريـخ القـرن الإفريـقي الحـديث بمـا حملـه من تأثيـرات عميـقة في تشكيـل الأوضـاع والحـدود السيـاسيـة في هـذه المنطقـة التي أصبحـت محـل تنافـس بيـن البرتغال وبريطـانيا وإيطـاليا وفرنسـا، وهـذه القـوى رسمـت حـدود دول المنطقـة وفق مصالحها مثيـرة لتناقضـات عـرقيـة وجهـوية ونـزاعات عميـقة داخـل كل دولـة ومـع جيـرانها( ).
وخـلال فتـرة الحـرب العالميـة الأولي والثانيـة تضاعف اهتمـام الدول الغـربية بالقـرن الإفريـقي من أجل تحقيق الهيمنـة والنفـوذ، ليعبـر عن مصالحهـا السيـاسية والاقتصـادية والأمنيـة والعسكـرية، الأمـر الذي جعـل المنطقـة واحـدة من أهـم نقـاط التمـاس بيـن المعسكـرين الشيـوعي والرأسمـالي، ومعتـركاً للتنافـس بين المعسكـرين المذكـورين.
غيـر أن الدول الأوروبيـة عانت من تأثيـرات التحـولات التي طـرأت على النظـام الدولـي. بعـد انتهـاء الحـرب البـاردة وانهيـار المعسكـر الشـرقي وهيمنـة الولايات المتحـدة على العـالم، جلعت هـذه التحـولات الدول الأوروبية تفكـر باستعـادة نفـوذها التقليـدي في المنطقـة خاصـة مـع ظهـور قـوى وفـواعل جـديدة تنافـس الدول الأوروبيـة في الميـدان الاقتصـادي والتجـاري والتكنولوجي.
فقـد عبـر الرئيـس الفرنسـي الأسبق “”فرانسـوا ميتـران” أنه بدون قـارة إفريقيـا لن يكـون لفرنـسا تاريـخ في القـرن الحادي والعشـرين، لأن إفريقيـا كانـت مجـد فرنـسا ومنطقـة نفـوذها التاريخيـة ولذا من الصعـب تخيـل قيامهـا بالتخلي عن إفريـقيا.
وفي هـذا الخصـوص أوضـح المفـوض الأوروبي لوي ميشيـل في ورقـة له عن “الاستـراتيجيـة السيـاسية الإقليميـة للسـلام والأمن والتنميـة في القـرن الإفريـقي” بأن الاستـراتيجيـة الأوروبيـة الجـديدة تهـدف إلى اتبـاع مسـار أكثـر كفاءة في التعامـل مع القارة الإفريـقية وسـط منافـسة حادة مـع الولايات المتحـدة والصيـن( ).
الولايات المتحـدة الأمريكيـة واستـراتيجيـة ملء الفـراغ
آذنت التحـولات الكبـرى في خارطـة السيـاسة الدوليـة خـلال حقبـة التسعينيـات من القـرن العشـرين، المتمثلـة في انتهـاء الحـرب البـاردة وانهيـار المعسكـر الشـرقي “الاتحـاد السـوفيتي” وتفكـك منظومـة الدول الشيـوعية الـدائرة في فلكـه، ببـروز قـوة أحـادية وفاعـل واحـد هـو الولايات المتحـدة الأمريكيـة باعتبـارها القـوة العظمـى الأخيـرة المتبقيـة في العالـم.
وأدت هـذه التحـولات التي شهـدها العـالم بعـد الحـرب البـاردة إلى إعـلان النظـام العالمي الجـديد وتفـرد الولايات المتحـدة بالشـأن الدولي وبروز قـوتها الاقتصـادية وسطـوتها العسكـرية.
وبعد انهيار الحكومة المركزية برئاسة اللواء محمد سياد بري عام 1991 وانزلاق البلاد في أتون الحرب الأهلي دخلـت القـوات الأمريكيـة في الصـومال في ديسمبـر 1992م تحت مبـرر إنسـاني، ولكـن مخـاطر ذلك التدخـل جعلهـا تلتمـس وسـائل أخـرى أقـل كلفـة كدعـم الأنظمـة المواليـة لهـا بالقيـام بالدور بالوكـالة أو دعـم الحـركات المتمـرة المسلحـة للقضـاء على نفـوذ منافسيهـا والحـد من دورهـم.
ومـع تصـاعد نفـوذها وتقـوية علاقاتهـا بالدول الإفريقيـة، سـعت الولايات المتحـدة إلى إبعـاد المنافسيـن الأوروبييـن القـدامى مثل بريطـانيا وفرنسـا والحلـول محلها، خاصـة النفـوذ الفرنـسي الذي تـم اقتـلاعه من بعـض المناطق بدمـوية عارمـة كما حـدث في منطقـة البحيـرات الاستـوائية( ).
ثـم جـاء التحـول الهـائل في السيـاسة الأمريكيـة تجـاه القـرن الإفريـقي، أثنـاء رئاسـة بوش الابـن وتحـديداً بعـد أحـداث 11 سبتمبـر 2001م، فقـد اتجهـت الإدارة الأمريكيـة نحـو تكثيـف وجـودها العسكـري في المنطقـة، من خـلال إنشـاء قـاعدة عسكـرية لهـا في جيبـوتي فضـلاً عن إقامـة محطـات “سـرية” للاتصـال العسكـري والاستخبـاراتي في كل من إثيـوبيـا وإريتـريا وكينيـا وأوغنـدا.
ومن الخطـوات الأمريكيـة الهـامة فصـل قيـادة القـوات الأمريكيـة المعنيـة بإفريقيـا عن القيـادة الوسطـى (CENTCOM) وإنشـاء القيـادة العسكـرية الموحـدة في إفريقيـا (AFRICOM) في أكتـوبر 2007م، وقـد قوبـل بكثيـر من الشكـوك في النوايـا الأمريكيـة لإنشـاء هـذه القيـادة الجـديدة في إفريقيـا، رغـم إعـلانها أنهـا قيـادة “مدنيـة عسكـرية” تعمـل على تمليك الأفارقـة القـدرات اللازمـة لمحاربـة الإرهـاب .
وطبقـاً للمبـررات الأمريكيـة فإن هـذه المنطقـة تمثـل من الناحيـة الأمنيـة تهـديداً محتمـلاً لمصـالح الدول الحليفـة لهـا لا سيمـا إسـرائيـل وإثيـوبيـا نظـراً لوجـود دول إسـلاميـة مثـل الصـومال والسـودان وجيبـوتي فضـلاً عن تكتـلات إسـلاميـة قـوية في دولتـي كينيـا وإريتـريا.
وحـسب رأي المحلليـن فإن هـذا الوجـود العسكـري الأمريكـي المكثف، كان يهـدف إلى تحقيق جملـة من الأهـداف منهـا، مـراقبة المناطـق التي يشتبـه فيهـا وجـود التنظيمـات الجهـادية والـردع لأي تحـرك يهـدد الأمـن والمصـالح الأمريكيـة في المنطقـة بالإضـافة إلى محاربـة النفـوذ الصينـي وتأميـن الوصـول للنفـط.
ومن المـلاحـظ أن الولايات المتحـدة الأمريكيـة أصبحـت تلعـب دوراً كبيـراً في مجمـل الأحـداث والمتغيـرات التي تشهـدها المنطقـة حاليـاً.
وفي هـذا السيـاق بدأت الإدارة الأمريكيـة سلسلـة من الإجـراءات هدفـت إلى إعادة صيـاغة المنطقـة بشكـل يحقق لهـا مصالحهـا، فقـد تزامـن ذلك مـع بـروز دول جـديدة مثـل إريتـريا وجنـوب السـودان.
كمـا أن عـلاقـة هـذه الدول بالدولـة الأم التي انبثقـت منها اتسمـت بالعـداء والمشـاكسـة والتوتـر، الأمـر الذي زاد من حـدة الصـراعات وتعقيـداتها، وسـاهم في خلـق حالـة من الاضطـراب وعـدم الاستقـرار في معظـم دول المنطقـة.
بواعـث الاهتمـام الصينـي المتنامي في القـرن الإفريـقي
ومن حقـائق التـاريخ أن الاهتمـام الصينـي بمنطقـة القـرن الإفريـقي ليـس وليـد اللحظـة، ولم يأت من فـراغ، بل فثمـة مسـوغات وأهـداف عـديدة سـاهمت مجتمعـة في بقـاء هـذه المنطقـة محـط الاهتمـام الصينـي.
وكـان التحـرك الصينـي في المنطقـة قـد ارتبـط أسـاساً بسيـاساتها الجـديدة تجـاه إفريقيـا وسعيهـا الـدؤوب لتعـزيز عـلاقتهـا الاقتصـادية والتجـارية مـع الـدول الإفريقيـة، بفعـل المنافسـة على مصـادر الطـاقـة وفتـح أسـواق جـديدة.
وفي بـداية الأمـر اعتمـدت الصيـن استـراتيجيـة جـديدة تعزز فكـرة “التغييـر الناعـم” القائمـة على هيمنـة الاقتصـاد والمصـالح النفعيـة البحتـة، بعيـداً عن عـوامل السيـاسة والإيدولوجيـا، وقـد شجعـت محاولات تحقيـق تنميـة اقتصـادية داخـل منطقـة القـرن الإفريـقي، وذلك من خـلال تقـديم قـروض منخفضـة الفائـدة وإقامـة مشـروعات لتحسيـن البنيـة التحتيـة وغيـرها، فقـد أصبحـت الصيـن أكبـر مستثمـر أجنبـي في دول القـرن الإفريـقي، وواحـدة من أهـم الشـركاء التجـاريين لدول المنطقـة( ).
ويعتبـر السـودان وكينيـا وإثيـوبيا ضمن أكبـر عشـرة أسـواق إفريقيـة للصـادرات الصينيـة، كمـا تحتـل السـودان المـرتبة الثالثـة للدول الإفريقيـة المصـدرة للصيـن.
وفي إطـار الاستراتيجيـة الصينيـة لإحياء طـريق الحـرير البحـري، سعت إلى تعـزيز نفـوذها العسكـرية في المنطقـة، لحمايـة مصالحها الاقتصادية والاستراتيجيـة في العالم، ولذلك حـرصت الصيـن على تعميـق تعـاونها العسكـري مـع دول المنطقـة، وقـد وقـع الاختيـار على جيبـوتي لإقامـة أول قاعدة عسكـرية لها في الخـارج، وذلك لاعتبـارات سيـاسية واقتصـادية وأمنيـة وعسكـرية تتميـز بهـا هـذه الدولـة نظـراً لموقعهـا الاستـراتيجي الهـام.
وقـوبل النـوايا والدوافـع الصينيـة لإنشـاء هـذه القـاعدة العسكـرية بكثيـر من الشكـوك والقلـق، ورغـم إعـلانها المتكـررة، أن الهـدف من إقـامة القـاعدة، ينـدرج ضمـن مسـاعيها الراميـة إلى إرسـاء الأمـن والاستقـرار في القـرن الإفريـقي ودعـم عمليـات حفـظ السـلام في المنطقـة.
وقـد سبـق للولايـات المتحـدة، أن حـذرت جيبـوتي من المضـي قدمـا في تعاونهـا الأمنـي والعسكـري مع الصيـن، وأن ذلك يمثـل تهـديداً استـراتيجيـا على المصالـح الأمريكيـة والغربيـة في المنطقـة.
وبحـسب رأي المراقبيـن المحلييـن فإن الصيـن استطـاعت عبـر تدشيـن قاعدتها العسكـرية في إعـادة تموضعهـا في المنطقـة بشكـل يحقـق لها مصالحهـا وتغييـر خارطـة التوزنـات بالمنطقـة.
طبيعـة الوجـود الإسـرائيلي في القـرن الإفريـقي
تمثـل منطقـة القـرن الإفريـقي أهميـة خاصـة في السيـاسة الخارجيـة الإسـرائيليـة، لما تشكلـه هـذه المنطقـة من أهميـة قصـوى في الحفـاظ على منظـومة الأمـن الإسـرائيـلي ومصـالحها الاستـراتيجيـة، نظـراً لارتبـاط القـرن الإفريـقي الوثيـق بالصـراع العـربي الإسـرائيـلي، وقـد بـرزت تلك الأهميـة جليـاً خـلال حـربي يونيـو 1967م وأكتـوبر عام 1973م.
وحـادثـة إغـلاق مضيق باب المنـدب عـام 1973م، بواسطـة القـوات المصـرية واليمنيـة، لا زالت ماثلـة في الذاكـرة الاسـرائيليـة، حيـث أصبـح مينـاء إيـلاف معطـلاً تمـاماً أمام حـركة المـلاحة البحـرية، الأمـر الذي دفـع إسـرائيـل للتحـرك بقـوة نحـو دول القـرن الإفريـقي المطلـة على البحـر الأحمـر ولذلك تبنـى صـانعو القـرار الإسـرائيلي سيـاسات خاصـة للتعـامل مـع دول المنطقـة وفق خـطط وأهـداف محكمـة( ).
وإن تحقيـق السـلام بيـن إسـرائيـل وبعـض الدول العـربية لم يكـن كافيـاً لكبـح الأطمـاع الإسـرائيليـة في المنطقـة، حيـث ما زالت إسـرائيل تعتبـر البحـر الأحمـر ممـراً هامـاً لتجـارتهـا من إيـلاف إلى إفريقيـا وآسيـا، وتخشـى من تحـولها إلى بحيـرة عـربيـة واستغـلال الدول العـربية لجـزرها ومضـايقها لمحـاصرة إسـرائيـل وخنقهـا، وهـذا فضـلاً عن تخـوفها من انتشـار الجمـاعات الأصـولية والنفـوذ الإيـراني واستغـلال المنطقـة معبـراً لدعـم الحـركات الجهـادية في فلسطيـن خاصـة حـركة “حمـاس” والجهـاد الإسـلامي.
لقـد حـرصت إسـرائيـل على تعـزيز تعـاونهـا العسكـري والاستخبـاراتي مـع دول القـرن الإفريـقي للتغلغـل داخـل المنطقـة من أجـل فـرض الهيمنـة عليهـا، الأمـر الذي منحهـا القـوة لأن تكـون لاعبـاً أسـاسياً في مجـريات الأحـداث وتفاعـلاتها في المنطقـة.