الصومال يحيي الذكرى التاسع لوفاة خادم القرآن معلم “عبد الله جقف”
إبراهيم معلم عبد الله
آخر تحديث: 20/10/2017
عقدت في مناطق مختلفة بالصومال، ومن بينها العاصمة الصومالية مقديشو، مناسبة لإحياء الذكرى التاسع لوفاة المعلم “عبد الله محمد” الملقب بـ”جقف” أحد كبار المعلمين وأشهر خدام القرآن الكريم في الصومال.
وجرت خلال المناسبة قراءة ختمات من القرآن الكريم ودفع الصدقات للمشاركين في المناسبة والمساكين والدعاء لروح المعلم “عبد الله جف”، الذي يكن له الصوماليون الحب والاحترام والتقدير.
وشارك في مناسبات الدعاء أتباع فروع الطرق الصوفية في الصومال، والذي أحيوا المناسبات بقرءة القرآن وإقامة حلقات ذكر وجلسات المديح النبوي والإنشاد الصوفي.
واستلهم المشاركون في المناسبة التي عقدت في مقديشو جوانب من سيرته العطرة التي تفوح منها شذى التصوف والورع والتقوى والأخلاق الكريمة والخدمة لنشر القرآن الكريم.
ولد المعلم “عبد الله جقف” عام 1915 في إقليم غلغذود وسط الصومال، وحفظ القرآن الكريم على يد معلمه الشيخ حسين ولال، لمدة أربع سنوات، ثم تلقى علوم الشريعة الإسلامية من الشيخ إبراهيم علي غعل في مقديشو.
وعاد المعلم في عام 1925 تقريبا إلى مسقط راسه وبدأ هناك الخدمة لنشر القرآن الكريم، وهو في سن العشرين، عندما تولى شؤون مدرسة لتحفظ القرآن الكريم في إقليم غلغذود، حيث واصل الخدمة الشريفة في نشر القرآن الكريم لمدة 76 عاما إلى أن وافته المنية في عام 2009.
وفيما يتعلق بإصلاح المجتمع لعب المعلم عبد الله دورا بارزا في جهود نشر السلام في مناطق الصومال وإصلاح ذات البين بين الأسر والقبائل الصومالية، وله كذلك جهود مشكورة في مساعدة المجتمعات الأقلية. فيما اشتهر بكفالة الطلبة من الأسر الفقيرة خلال مدة تحفيظ القرآن الكريم.
وكان المعلم “عبد الله جقف” كثير العبادة متسما بالزهد والتواضع، كما كان يحيى ليله بالقراءة والتهجد.
وتخرج من مدرسة المعلم عبد الله لتحفيظ القرآن الكريم آلاف من الصوماليين يقوم كثير منهم بالخدمة لنشر القرآن، من خلال افتتاح مدارس لتحفيظ القرآن الكريم في مناطق مختلفة في الصومال وفي المهجر، حيث لا يزال بعض طلابه يخدمون لنشر القرآن الكريم على منهج معلمهم في دول بأمريكا وأوروبا.
وكان المشاركون في المناسبة أبدوا التضامن مع أهالي ضحايا حادث التفجير الدموي الذي وقع يوم السبت الماضي في مقديشو، ودعوا الله للقتلى أن يتغمدهم برحمته وجنته وللجرحى الشفاء العاجل، سائلين الله أن يمن بلاد الصومال بالأمن والسلام والرخاء.