الصومال: السباق الرئاسي والحصان الرابج
الصومال الجديد
آخر تحديث: 13/05/2022
بقلم عبد النور معلم محمد
ستشهد البلاد في يوم الأحد المقبل ال15 من شهر أيار/مايو الجاري الانتخابات الرئاسية التي تحمل في طياتها الكثير من التجديات،و تختلف الانتخابات الرئاسية الصومالية هذا العام عن سابقاتها بعدة أمور لعل أبرزها كثرة المرشحين الرئاسيين حيث تم تسجيل 39 مرشحا للرئاسة الجمهورية ممن استوفو شروط الترشح، من بينهم رؤساء سابقون وسياسيون جدد في المشهد السياسي من خلفيات وتوجهات مختلفة، مما يعنى أن المنافسة ستكون شرسة على الأقل بين أربعة من المرشحين الذين يتأهلون إلى الجولة الثانية من السباق.
ومن المتوقع أن تنحصر المنافسة في الجولة الثانية بين أربعة من المرشحين وهم شريف شيخ أحمد وحسن شيخ محمود، وسعيد عبد الله دنى ومحمد عبد الله فرماجو.
أولا شريف شيخ أحمد رئيس سابق ترأس الجمهورية في فترة انتقالية كانت البلاد في ظروف أمنية ومعيشية صعية وبالغة التعقيد، لكنه بحنكته والتزانه وتصميمه وإرادته السياسية الفاعلة استطاع اخراج البلد من ذلك النفق المظلم إلى بر الأمن والسلامـ، ومن أهم انجازته في تلك الفترة القصيرة؛ إعادة هيكلة مؤسسات الدولة وبناء قدرات القوات المسلحة التي استطاعت استعادة أمن العاصمة وتوحيدها تحت إدارة الحكومة ،وإعادة كتابة الدستور الذي فشلت في استكماله الحكومات المتعاقبة على الحكم التي جاءت بعده .وإنها الفترة الانتقالية وتطبيق النظام الفدرالي الذي تنبته البلاد بعد مؤتمر المصالحة في أمبغاتي2004.
وكانت فترته تتسم باحترام الدستور والقوانين المعمولة في البلاد، واحترام الحقوق الأساسية للمواطن
لقد أدى تحسن الوضع الأمني في العاصمة في فترة شيخ شريف عقد أول انتخابات برلمانية ورئاسية في داخل البلاد منذ سقوط الحكومة العسكرية بقيادة الجنرال الراحل محمد سياد برى عام 1991. كما كان شريف أول رئيس- بعد آدم عبد الله عثمان- سلّم السلطة بصور سلمية لخلفه بعد انتخابات عام 2012
فرصه في الفوز في السباق
وبحكم كون الرجل سياسيا متزنا ومتعددا للعلاقات فإنه يمكن وصفه بالأوفر حظا من بين المرشحين، ومن المتوقع أن يذهب عدد كبير من أصوات النواب المنحدرين من جنوب الغرب وأرض الصومال إلى شيخ شريف، وهذه الأصوات بلا شك ستكون الحاسمة للنتيجة في الجولة الثانية.ومما يساعد شريف على تحقيق الفوز في السباق الرئاسي الحالي انتهاجه سياسة “صفر مشاكل” مع كل المكونات السياسية بما في ذلك الولايات الإقليمية.
ويكاد المحللون يجمعون على أن شريف إذا تأهل إلى الجولة الثانية- وهو أمر بديهي لا تزحزحه أي مرية-فإنه بلا شك سيكون الحصان الرابح في السباق الرائاسي.