الثقافات المستوردة وتأثيرها السلبي على المجتمع

بشير نور علي

آخر تحديث: 9/08/2015

[supsystic-social-sharing id="1"]

كان لي أصدقاء وأحباء كُثر، كنا نعيش في أجواء من الوئام والإخاء، وكان لا يعكر صفو صداقتنا معكر ولا يكدرها مكدر. حتي حدث في الوطن الحبيب ما حدث من ويلات الحروب وقدر الله أن يتجه كل منّا لوجه، حيث طاب له الفرار، ولم يبق فيه إلا من لم تساعده الظروف، أولم ينشط للفرار إلى خارج البلاد.

هذا لم يكن غريبا بل كان نتاج ظروف انسانية وامنية في البلاد، ولكن الغريب هو أن أصدقاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم، ينظر كل واحد للآخر نظرة استهجان وازدراء، يحاول أن يقلل شأنه، ويسفه عقله، ويأتي له مثيلا من البهائم والأنعام. بل البهائم أفضل منه حالا، وأكثر منه حظا حسب تصوراته.

حاولت البحث عن السّبب ولم أجد سوى الثّقافات المتناقضة، والمتضاربة. كلّ منهم أخذ قسطه الوفير من ثقافة البلد الّذي هاجر إليه، وتربّى على فلسفته، ويريد أن يطبّق ما رآه بأم عينيه، أو سمعته أذناه دونما أيّ غربلة بغربال العقل؛ ليكون البلد ومن يعيش فيه نسخة طبق الأصل لبلد المهجر.

هذه الثّقافات المستوردة ليست على نوع واحد بل أشكال، وأنماط مما جعل الوطن والمواطن في حيرة ودوّامة أُريدَ لها أن تدوم وتدوم ولانخرج منها ببساطة ويسر.

على رأس تلك الثّقافات ظاهرة التّكفير والتّمييز؛ لإبعاد وإزاحة الآخر وهذه الثّقافة رغم خطورتها على الشّعب الصومالي تم استيرادها من بعض الدّول الشّقيقة.

لست مبالغا إذا قلت إن هذه الثّقافة الإقصائية المبنية على أساس عدم قبول الآخر هي فاتحة الطّريق للثّقافات الآخرى إلى الوطن مثل التّشيع وتلك الّتي تدعو إلى التّحرر من القيود ليعيش الإنسان في بهيمية بهماء.

هاتان الأخيرتان ليستا اقلّ خطورة من الأولى ووصلتا إلى الساحة قريبا.

فالتّشيع غالبه يعتمد على التّبرؤ من بعض شيوخ الصّحابة وله مبادؤه الّتي تتعارض وتتصادم تماما مع مبادئ أهل السّنة والجماعة.

أما التّحرر عن القيود كلها الأخلاقية، والتّشريعية هو أشرّ من الأولى والثّانية حيث يدعو مروجوا هذه الفكرة إلى الانفلات من قيود العبودية ينطلقون من العقل المجرد كمصدر للتّشريع، ما حسنه العقل فهو الشّرع عندهم. ومالم يحسنه العقل فهو غير شرعيّ وإن وردت فيه آيات طوال، وأحاديث صحاح وهم ضد التّعدد في الزّواج، وحجية السّنة، وصالحية الشريعة في ترتيب أمور الناس سياسيا واجتماعيا وقضائيا في جميع نواحي الحياة، مفتونون بالمدنية الغربية ومنبهرون بها إلى حد الجنون.

وغالبية مروجي تلك الأفكار يحاولون السير عكس الطريق ولا يخلون من محركات دنيوية أوسياسية، أو على الأقل يبحثون عن شهرة في سبيل (خالف تعرف) هذا إن أحسنّا الظّن فيهم، بينا يصفهم آخرون بأنهم مجرد مرتزقة يعملون لجهات خارجية لهدم الاسلام باسم الاسلام إو باسم الحرية والانسانية على حد تعبيرهم.

ولرأب الصّدع الحاصل في المجتمع الصّومالي يجدر بجيميع الطّوائف احترام الرأي الآخر، والتقيد بالشريعة الاسلامية، والعقل السليم، ومقارنة الامور المفتعلة بمنظار الانصاف، والتجرؤ على قبول الحق مهما كان مرا بالنسبة اليك، وعدم تضخيم الامور.

قضايا ساخنة

هل تستمر الدوحة في التأثير على الانتخابات الصومالية بالمال السياسي؟

المرشح البغدادي في حديث خاص للصومال الجديد

بعد أربع سنوات من الدور السلبي في الصومال: قطر تحاول تلميع صورتها

خطاب الرئيس دني .. مخاوف وأسرار

الاتفاقيات حول النفط الصومالي .. تقض مضاجع الخبراء في الصومال