الانتخابات الصومالية القادمة على ضوء المتغيرات الأمنية
الصومال الجديد
آخر تحديث: 12/06/2016
مع إقتراب موعد الأنتخابات الغير مباشرة المزمع إجرؤها في اغسطس من هذا العام فإن البلاد شهدت في الأسابع الماضية حالة من التغيرات الأمنية ولّدت شعوا من الإرباك وعدم الارتياح لدى المواطنين وصنّاع القرارا السياسي، وتحمل تلك التطورات الأمنية في طياتها دلالات كما يمكن أن يكون لها تأثير مباشر على مجرى الأحداث عموما وأمن الإنتخابات على وجه الخصوص.
وعلى الرغم من أن قوات حفظ السلام التابعة للإتحاد الأفريقي أعربت عن استعدادها التام لتأمين الانتخابات حسبما صرح به رئيس بعثة الإتحاد الإفريقي في الصومال (أميصوم) لوسائل الإعلام، فإن التطورات الميدانية لا تبشر بالخير، نظرا لحجم الأحداث الأمنية في البلاد خلال الفترة الأخيرة، فقد استهلت تلك المتغيرات على الهجوم الانتحاري الذي استهدف فندق إمباسدور الواقع على شارع مكة المكرمة -من أكثر شواع العاصمة ازدحاما- في الأول من حزيران/يونيو الجارى، وخلّف ذلك الهجوم خسائر بشرية ومادية حيث أودى بحياة ما لايقل عن 20 مواطنا منهم نائبان في مجلس النواب ،كما جرح 50 آخرون وصفت جراح بعضهم بالخطيرة، وتلا ذلك سلسلة اغتيالات طالت موظفين في الدولة نذكر منها الصحفية سغل صلاد عثمان والتي أغتالها مسلحون مجهولون بداية الأسبوع الماضي وهي تخرج من جامعة بلازما في حي هدن في العاصمة مقديشو، وكانت هذه الصحفية تعمل في راديو مقديشو –صوت جمهورية الصومال التابع للحكومة، واغتيل كذلك موظف في البرلمان في حي طركينلى جنوب العاصمة، كما اغتيل عنصر من جهاز الأمن والمخابرات في منطقة غرسبالي الواقعة في الضاحية الجنوبية الغربية للعاصمة على الطريق الواصل بين العاصمة والأقاليم الجنوبية، ناهيك عن الهجوم الانتحاري الذي شنته حركة الشباب على القاعدة العسكرية للقوات الإثيوبية ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) يوم الخميس في مدينة هلغن في إقليم هيران؛ والذي أعقبه هجوم مسلح شنه مقاتلو حركة الشباب في محاولة اقتحام القاعدة والسيطرة عليها على غرار هجماتها السابقة على قواعد عسكرية للقوات الأفريقية في كل من بلدات “ليغو” و”جنالي” في إقليم شبيىلى السفلى و”عيل عدي” في إقليم جدو، إلا أن حركة الشباب تكبدت خسائر كبيرة وقتل منها أكثر من 200 مقاتل حسبما قاله مسئولون حكوميون.
ويبدو أن التطورات الأمنية الأخيرة تأتي في ظل الهجمات الموسمية التي كانت تنفذها حركة الشباب عند حلول شهر رمضان كما جرت به عادتها في السنوات الماضية، والجدير بالإشارة إلى أن الفساد داخل المؤسسة العسكرية الصومالية وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) يحتمل أن يعطي فرصة لحركة الشباب في مواصلة هجماتها من خلال حصولها على الأسلحة والذخائر بشكل أو بآخر، ومما يؤيد هذا الاحتمال حادثة ضبط 5جنود من قوات الأمصيوم و10صوماليين وهم متورطون في بيع معدات عسكرية في السوق السوداء في مقديشو، بحيث يمكن أن تقع هذه الأسلحة التي يتم بيعها في الأسواق السوداء في يد الجماعات المسلحة سواء كانت حركة الشباب أو غيرها، مما يؤثر سلبا على الأمن في الوقت الحالي والمستقبل.
والجدير بالإشارة إلى وجود خلل أمني واضح قد يكون سببا لحدوث خروقات أمنية أثناء الانتخابات القادمة، ومن الخبراء والمحللين الأمنيين من يذهب الى ما هو أبعد من ذلك ويتحدث عن اختراق أجهزة الأمن والمخابرات في البلاد، وهذا الطرح لا يمكن استبعاده مع وجود أعداد غير قليلة من المقاتلين القدامى في صفوف حركة الشباب في أجهزة الأمن الحكومية قد لا يزال البعض منهم على اتصال مع قياداته العسكرية والأمنية السابقة في حركة الشباب.
والمتغيرات المتسارعة على الصعيد الأمني مؤشر غير إيجابي يوجب على الأجهزة الأمنية في الدولة إعطاء اهتمام خاص لها والتعامل معها بحزم وحذر والا فان أمن الوفود من الناخبين وشيوخ العشائر ومسؤلي الدولة والمرشحين المحتملين للمجالس النيابية على خطر عظيم.