الإمارات ودعمها للصومال في كافة الأصعدة
الصومال الجديد
آخر تحديث: 10/04/2023
تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة دورا شريفا وإيجابيا في الصومال، وهو ما يعكس متانة العلاقات الطيبة بين البلدين الشقيقين التي توصف بأنها متجذرة في التاريخ وتعود إلى أزمنة بعيدة، كما أصبحت الإمارات من الدول القليلة التي سمحت للمواطنين الصوماليين بالدخول إلى أراضيها بعد دخول الصومال في أتون الحرب الأهلية عام 1991، وهو ما أتاح لكثير من المواطنين الصوماليين الحصول على حياة كريمة في الإمارات، كما قامت باستقبال رجال الأعمال والتجار الصوماليين وبذلك حصل العديد من التجار على فرصة إنشاء شركاتهم واستئناف أعمالهم التجارية، مما أثر إيجابا على الصومال.
وتساهم دولة الإمارات في العديد من المشاريع الإنسانية والتنموية في الصومال؛ والتي تعود بالنفع على الشعب الصومالي؛ بالإضافة إلى العلاقات الدبلوماسية المتميزة بين الدولتين التي حققت تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة، بدليل الزيارات الرسمية والأنشطة واللقاءات الدبلوماسية والاتفاقيات الموقعة.
المشاريع الإنسانية:
تعتبر الإمارات العربية المتحدة الدولة الأكثر مساهمة في المشاريع الإنسانية في الصومال، فقد قامت بإقامة جسر جوي وبحري لايصال آلاف الاطنان من المواد الغذائية لاغاثة الصوماليين المتضررين من أزمة الجفاف، ووصلت آخر شحنة أرسلتها إلى الصومال على متن سفينة تحمل مساعدات إنسانية تقدر بحوالي 1000 طن من المواد الغذائية ورست تلك السفينة في ميناء مقديشو منتصف شهر مارس 2023 وتم تسليمها للحكومة الصومالية عبر هيئة إدارة الكوارث الوطنية في الصومال بحضور سفير دولة الإمارات لدى الصومال سعادة/ أحمد جمعة الرميثي.
وأكد سعادته في تصريح صحفي في مناسبة تسليم المساعدات إلى هيئة الكوارث الوطنية الصومالية أن هذه المساعدات الإماراتية ستصل إلى سكان المناطق المحررة مؤخرا، وذلك لتخفيف معاناتهم الإنسانية.
ومن جانبه أعرب مدير هيئة الكوارث الوطنية الصومالية محمود معلم عبد الله في حديث للصحفيين في المناسبة نفسها عن شكره لدولة الإمارات العربية وقيادتها الرشيدة على هذه المساعدات الإنسانية ووقوفها دائما إلى جانب الصومال في الأوقات العصيبة.
وكانت سفينة المساعدات الإنسانية تلك السابعة التي ترسلها دولة الإمارات إلى الصومال منذ مطلع عام 2022 والتي وصلت إلى مختلف الموانئ الصومالية (مقديشو، كيسمايو، بوصاصو وبربرة)، وقد وصلت ثلاث من هذه السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية الإماراتية إلى الصومال في الفترة من بداية شهر مارس إلى منتصفها فقط من العام الحالي، وذلك تزامنا مع قدوم شهر رمضان الفضيل؛ لتساهم هذه المساعدات في تسهيل حياة الأسر الفقيرة في مختلف الأقاليم الصومالية وتخفيف الأعباء عن كاهلها في الشهر الفضيل.
وتم توزيع هذه المساعدات على المناطق المنكوبة والمحررة في ربوع الصومال، ومن بينها محافظة غذو بولاية جوبالاند التي شهدت أزمة إنسانية بسبب فيضانات نهر جوبا الذي يمر بمناطق في المحافظة، كما تم توزيع المساعدات الإماراتية كذلك في مدينتى عيل طير ومسغواي الواقعتين في محافظة غلغذود بولاية غلمدغ، وهي من المناطق المحررة مؤخرا.
المشاريع التنموية:
نفذت دولة الإمارات العربية المتحدة في العقد الأخير عددا من المشروعات التنموية في الصومال، بما في ذلك إنشاء مدارس ومراكز صحية في مناطق مختلفة بالصومال، ومن هذه المشاريع على سبيل المثال لا الحصر مستشفى الشيخ زايد الواقع في مديرية شنغاني في مقديشو والذي كان يقدم خدمات طبية مجانية لحوالي 300 شخص من الأسر الفقيرة يوميا؛ وتوقفت أعماله في ظل النظام السابق برئاسة محمد عبد الله فرماجو نتيجة ضغوط من ذلك النظام.
وقد أعلنت دولة الإمارات أن المستشفى سيتم إعادة افتتاحه قريبا، حيث تمت أعمال الصيانة والتجهيز تمهيدا لاعادة افتتاحه في القريب العاجل وهو ما يعود بالنفع على الصوماليين، وخاصة الأسر الفقيرة غير القادرة على تسديد تكاليف الخدمات الطبية الباهظة. وتميز مستشفى الشيخ زايد بكونه المؤسسة الصحية الوحيدة التي كانت تقدم خدمات طبية متكاملة بشكل مجاني للمرضى الصوماليين.
ولا تقتصر المشاريع التنموية التي نفذتها دولة الإمارات في الصومال على الجانب الصحي والتعليمي فقط، بل هناك مشاريع في البنية التحتية، حيث وقعت شركة موانئ بي آند أو عام 2017م اتفاقية لإدارة وتطوير ميناء بوصاصو متعدد الأغراض في ولاية بونتلاند لمدة 30 عاما بقيمة 336 مليون دولار. كما وقعت موانئ دبي العالمية اتفاقية حول تطوير وتوسيع ميناء بربرة، وذلك من خلال الاستثمار بقمية تبلغ 442 مليون دولار على مرحلتين. وهذه المشاريع تساهم في الارتقاء بالبنية التحتية الاقتصادية للصومال إضافة إلى توفير فرص عمل للكثير من المواطنين.
وعلى الجانب السياسي والدبلوماسي أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة أول محطة لرئيس الجمهورية حسن شيخ محمود في أول زيارة خارجية له بعد إعادة انتخابه رئيسا للصومال، وذلك في التاسع عشر من شهر يونيو عام 2022م. إن اختيار شيخ محمود الإمارات كأول دولة يزورها بعد إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية منتصف شهر مايو 2022م يحمل مؤشرا مهما على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وقبل هذه الزيارة شارك وفد إماراتي رفيع المستوى برئاسة معالي الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير دولة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في مراسم تنصيب حسن شيخ محمود رئيسا للجمهورية في تاريخ 9 يونيو 2022 وذلك نيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وجرت عدة مناسبات مهمة تخص البلدين بما فيها زيارات رسمية على مستويات مختلفة، ومن بينها زيارة وزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي معالي/ أبشر عمر جامع، ولقائه مع وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في شهر نوفمبر 2022، وكذلك زيارة وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور إلى أبوظبي في شهر يناير 2023، ولقائه مع وزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتي محمد أحمد البواردي، كما زار الوزير الصومالي خلال تواجده في الإمارات مصنع “توازن” لصناعة الأسلحة والذخيرة والمركبات العسكرية بدولة الامارات العربية.
وعلى الجانب الأمني تم خلال زيارة وزير الدفاع الصومالي إلى الإمارات توقيع اتفاقية تعاون في المجال العسكري والأمني ومحاربة الإرهاب بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهوية الصومال الفيدرالية. والجدير بالإشارة إلى أن رئيس الجمهورية حسن شيخ محمود أشاد بالدور الإماراتي الداعم للصومال في تدريب القوات الصومالية وإعادة بناء الجيش، وذلك في كلمة ألقاها في حفل تخريج دفعة من القوات الصومالية في أوغندا في تاريخ 19 مارس 2023، معبرا عن شكره لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة على دورها الشريف ودعمها السخي الذي تقدمه للصومال في المجال الأمني وتدريب القوات، مشيرا إلى أنها تحملت تكاليف عملية تديب هذه القوات .
وأكدت مصادر صحفية موثوقة أن دولة الإمارات العربية المتحدة وفرت تمويل عملية تدريب هذه القوات الصومالية في إطار تعاونها الأمني والعسكري مع مقديشو، من أجل تجهيز جيش الصومال وإعداده لتولي مسؤولية المهام الأمنية من قوات حفظ السلام الأفريقية التي سينتهي تفويضها في ديسمبر 2024.
يذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر واحدة من أهم الدول الشقيقة المساهمة بدور ريادي في دعم الصومال في مختلف الأصعدة، وهو الأمر الذي يساهم أيضا في تعافي الصومال وتحقيق الاستقرار في مختلف المناحي، بدعم أشقائه، وهو ما يشيد كذلك صرح العلاقات الثنائية بين الدولتين الشقيقية في كافة المجالات.