الإجراءات الاحترازية المتبعة للحد من انتشار فيروس كورونا في الصومال وانعكاساتها على الأوضاع السياسية في البلاد
الصومال الجديد
آخر تحديث: 5/04/2020
منذ منتصف شهر مارس الماضي شرعت الحكومة الصومالية في اتّخاذ تدابير وقائية للحد من انتشار فيروس كورونا في البلاد، ومن بين تلك التدابير أن تم إلغاء الرحلات الجوية الداخلية والخارجية باستثناء الرحلات التي تحمل المساعدات الإنسانية والأغذية الأساسية لممارسة الحياة الطبيعية في البلاد، وتعليق الأعمال الدراسية في الخلوات والروابط والمدارس والمعاهد والجامعات، والحث على تقليل الاجتماعات والمناسبات غير المهمة للحد من انتشار هذا المرض الذي ينتشر بسرعة كبيرة في دول العالم مخلفا وراءه ضحايا بأعداد غفيرة.
ورغم أن الصومال يعدّ من الدول التي وصل إليها هذا المرض إلاّ أن حالات الإصابة المسجلة حتى الآن لدى وزارة الصحة الصومالية تصل إلى 7 أشخاص فقط وفقا لآخر تحديث حول هذا المرض نشرته الوزارة على بعض مواقعها الإلكترونية، وهي نسبة قليلة مقارنة مع عدد من الدول الأوربية التي سجلت الآلاف من حالات الإصابة بهذا المرض، كما أنه لم يسجّل بعد حالة وفاة بسبب هذا المرض داخل البلاد، إلاّ أن عددا من أبناء الصومال في المهجر توفّوا جرّاءه ومن بينهم السيد نور حسن حسين (نور عدي) رئيس الوزراء الصومالي في الفترة ما بين 2007 – 2009م.
من جانبها أعلنت اللجنة البرلمانية المكلفة بإتمام قانون الانتخابات إيقاف اجتماعاتها بسبب فيروس كورونا المستجد، وهو ما أثار حفيظة كثير من القوى السياسية في البلاد، معتبرين تلك الخطوة بأنها محاولة لتأجيل الانتخابات العامة أو إلغائها تمهيدا لتمديد الفترة للحكومة الحالية واتّخاذ التدابير الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا في البلاد وسيلة لتحقيق المطامع السياسية لفئة معيّنة.
وهنا يحذّر السيد عبدالكريم حسين غوليد رئيس غلمذغ الأسبق في بيان صحفي أصدره يوم الخميس الماضي، حذّر فيه بأن تكون الإجراءات الاحترازية المتبعة ضدر كورونا ذريعة لإلغاء الانتخابات المقبلة، داعيا في الوقت نفسه اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وجميع الجهات المعنية بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد دون تأجيل أو إلغاء.
أما منتدى الأحزاب الوطنية المعارض فقد أعلن موقفه تجاه الانتخابات المقبلة في بيان صحفي أصدره يوم الجمعة الماضية حيث طالب المنتدى في بيانه بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، وأكّد البيان على عدم قبول المنتدى أيّ محاولة لتمديد فترة الحكومة الحالية بناء على التدابير الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
أما السيد عبدالرحمن عبدالشكور ورسمي زعيم حزب ودجر المعارض فقد أكّد في منشور له على صفحته في الفيس بوك أن ليس هناك ما يدعو إلى تأجيل الانتخابات عن موعدها أو إلغائها، مستشهدا بعزم كوريا الجنوبية التي تعدّ من البلدان المتأثرة بفيروس كورونا، والتي تسعى إلى إجراء انتخاباتها البرلمانية في 15 من شهر إبريل الجاري، وسط جملة من التدابير الصحية الوقائية للحد من انتشار الفيروس في أوساط الناخبين لبلد يصل تعداده السكاني إلى حوالي 50 مليون نسمة.
وذكر السيد عبدالشكور في منشوره أنّه لا يمكن قبول تمديد فترة الحكم للحكومة الحالية مهما كانت الأسباب، مشيرا إلى وجود عدّة طرق وأساليب ونماذج انتخابية مختلفة يمكن اتّباعها وفقا للأوضاع الراهنة في البلاد.
يبدو أن فيروس كورونا المستجدّ قد أثّر على الأوضاع السياسية المتوتّرة في البلاد، وزاد من تعميق هوّة الخلافات بين الحكومة والمعارضة وخاصة فيما يتعلّق بإجراء الانتخابات العامة التي من المقرر إجراؤها أوائل عام 2021م، والتي يعد إجراؤها في موعدها المحدّد مطلبا أساسيا لجميع القوى السياسية في البلاد بما فيها الولايات الإقليمية التي تكوّن الاتّحاد الفيدرالي.