إنهاء الصراع بين أرض الصومال والعقيد المنشق سعيد عول

الصومال الجديد

آخر تحديث: 4/01/2020

[supsystic-social-sharing id="1"]

نجحت الوساطة التي قام بها شيوخ العشائر في انهاء الصراع بين حكومة أرض الصومال والعقيد المنشق سعيد عول “عاره” الذي كان يخوض مواجهات مسلحة مع قوات أرض الصومال منذ عام 2018، وسلم عول – حسبما أكده- في مناسبة عقدت في ضواحي مدينة “عيري غابو” يوم الخميس الماضي 900 من مقاتليه و”100″ من السيارات الحربية إلى سلطات أرض الصومال ودعا في كلمة له بالمناسبة رئيس أرض الصومال موسى بيحي عبدي وقائد قواته الجنرال نوح تاني إلى العدل.

وكان العقيد عاره انشق من قوات أرض الصومال في مايو من عام 2018 بعد أن اتهم الإدارة الحاكمة بالظلم وأسس جبهة سماها “رافضة الظلم” واتخذ في البداية قاعدة عسكرية في منطقة قريبة من مدينة “قرطو” في ولاية بونتلاند في شمال شرق الصومال، إلا أنه انتقل في وقت لاحق إلى مرتفعات المناطق الشمالية في إقليم سناغ.

وكانت الجبهة التي يقودها العقيد المنشق إحدى التحديت الأمنية التي تواجه سلطات أرض الصومال في العامين الماضيين وتشكل تهديدا للاستقرار الذي كانت تنعم به إلى جانب تحديات كانت تواجهها من كيانات أخرى معارضة لها كجبهة أخرى ظهرت في إقليم أودل أثارت بعض المشاكل الأمنية في الإقليم.

ولا شك في أن عقبات أمنية واجهت أرض الصومال في إقليمي سول وسناغ المتنازع عليهما بينها وبين ولاية بونتلاند في السنوات الماضية التي شهدت مواجهات مسلحة بين الجانبين، كما واجهتها مشاكل من ولاية خاتمة التي أعلنت عن نفسها قبل عدة سنوات ككيان مستقل عن كل من بونتلاند وأرض الصومال حيث خاضت معارك شرسة مع قوات أرض الصومال لكن الولاية لم تستطع الصمود حيث اضطر رئيسها علي خليف غلير في نهاية المطاف إلى الانضمام إلى أرض الصومال.

وتمر أرض الصومال بأصعب المراحل منذ إعلانها الانفصال من الصومال من طرف واحد في عام 1991 حيث تعاني إلى جانب الأزمات الأمنية التي تطل برأسها بين حين وآخر من أزمة سياسية بين الإدارة الحاكمة والأحزاب المعارضة.

وقد نجحت أرض الصومال التي لم تحصل على اعتراف المجتمع الدولي في إنشاء نظام ديمقراطي تتنافس فيه الأحزاب السياسية في الحكم إلا أن الديمقراطية فيها تراجعت في السنوات الأخيرة حيث تم إرجاء الانتخابات التشريعية والمحلية عدة مرات الأمر الذي أثار جدلا واسعا بين الحكومة والمعارضة، كما زاد قرار مجلس الشيوخ في أرض الصومال العام الماضي التمديد لنفسه ولمجلس النواب الاحتقان السياسي حيث اعتبرت المعارضة القرار غير قانوني إلا أن هناك جهود تبذل في تجاوز تلك الخلافات القائمة بين الحكومة والمعارضة.

وإلى جانب المشاكل الداخلية في أرض الصومال فإن المفاوضات بينها وبين الحكومة الصومالية متعثرة حيث فشلت جميع الجهود المبذولة لاستئنافها بسبب اتساع هوة الخلاف بين إدارة أرض الصومال والحكومة الفيدرالية الصومالية حيث اتهمت هرغيسا الحكومة الصومالية بتضييق الخناق عليها ومحاولة عرقلة المشاريع التنموية التي كانت تحصل عليها من الجهات المانحة.

ويبدو أن استسلام جبهة العقيد سعيد عول إلى أرض الصومال إنجاز كبير حققته إدارة الرئيس موسى بيحي إلا أن الطريق امامها ما زال طويلا لتجاوز كل العقبات السياسية والأمنية التي تواجهها ويرى كثيرون أن استمرار التجربة الديمقراطية في أرض الصومال له أهمية كبيرة في الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني خاصة في ظل التغيرات التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي.

قضايا ساخنة

هل تستمر الدوحة في التأثير على الانتخابات الصومالية بالمال السياسي؟

المرشح البغدادي في حديث خاص للصومال الجديد

بعد أربع سنوات من الدور السلبي في الصومال: قطر تحاول تلميع صورتها

خطاب الرئيس دني .. مخاوف وأسرار

الاتفاقيات حول النفط الصومالي .. تقض مضاجع الخبراء في الصومال