أين المفر؟
أحمد محمود جامع
آخر تحديث: 16/01/2017
خاطرت قلبي هذه الكلمة عدة مرات
1) عندما أتذكر مما رسات نخبتناالذين تعلموا بنفقات حكومية في الداخل والخارج ثم رجعو الي الوطن، وكأنهم غرباء ليسو من أبناء البلد، يسعون الي تولي منا صب حكومية بطريقة رشوية محسوبية قبلية، والأسوأ من ذلك عندما تكون الغايات سرقة وونهب أموال الشعب الذي أوتمن بهم؛ لأنهم نظروا فقط الي ملذات فانية ونسوا يوم الحساب أمام رب العالمين… أتسائل إلى أين المفر؟
2) ألدين الاسلامي أساس الثقافة والشخصية الصومالية وحاملي الدين(العلماء) كانوا المفر عندما اكلت الحروب الأهلية ألأخضر واليابس. علماءالدين كانو مخلصين محترمين ولكن اليو م أصبحو دعاة الشر من قتل وتفريق الناس وتكفيرهم ونهب أموالهم بمبررات دينية. هم طامعو السلطة ويستخدمون ثوبا دينيا لتبرير وحشيتهم… أين المفر؟
3) تمثل الفئة العمرية (15-40) 75% من الشعب الصومالي. انقسمت هذه الفئة، منها فر إلي الخارج ويعاني في مخيمات اللاجئين، ومنها من أخذالسلاح ويقتل أخيه، ومنها من يسرق المال العام، ومنها من كره البقاء في الوطن لتوالي المشاكل والنكبات ويريدالخروج. كان لنا تاريخ مشرق من النضال الشبابي من1943 م، أماالآن فإلى أين المفر؟
4) تتمثل التجارة العمود الفقري لاقتصاد الاوطان، لانها توفر فرص عمل لتوظيف المواطنين، وتسهل أيضا اشباع رغبات المستهلك، كما أنها تنمي البنية التحتية وتحمي العملة الوطنية من الانهيار. ينبغي استثمار المشاريع التجارية بأموال اكتسبت بطريقة شرعية ونزيهة، وكذلك لا بد من تجنب المتاجرة بالمواد المشبوهة واستيراد بضائع مزورة ذات جودة منخفضة وباسعار باهضة للمستهلكين الصوماليين، كما أنه من الضروري اهتمام أصحاب المشاريع التجارية بدفع مستحقات الزكاة وأجورالعاملين. للأسف أن تجارنا أصبحوا أناسا لا يفكرون عن شعبهم ووطنهم ولا ينفذون مشاريع تنموية، والأسوأ من ذلك أنهم يتاجرون بدماء المواطنين ولا يبالون بهم. نعم الان خليني أقول… أين المفر؟.
5) أفراد من المواطنين سافروا إلى الخارج وعاشوا في أوروبا أوأمريكا ووقفوا على أهمية الوحدة كعنصر قوة للامم والاوطان من خلال التعليم، ومع ذلك سعى بعضهم -بعد عودته إلى الوطن- لتقسيم البلاد ليحكم قبيلته كأنها دولة بأجندات خارجية وبأيدي صومالية. ها هو من يُزعم أنه السياسي الصومالي. دفع النفيس والغالي ليكون من أوائل الذين دخلوا الصفحة السوداء من تاريخ الصومال بنهب الثروة وتقسيم البلاد وقتل الشعب…. ها هم قادة البلاد.. حاميها حراميها.. أين المفر؟
6) أرتكبنا ثاني أكبر كبيرة عند ربنا وهو قتل النفس البريئة.. قتلنا من أتانا ليطعمنا كما قتلنا من أوانا هاربين ووفر لنا السلام وكنا خائفين وعلم أولادنا وهم جهلة. وأصبحت نتجية ذلك أن نبقى في الساحة وليس لدينا صديق… أين المفر؟
لا بد من ان نفر الي الله؛ لاننا ارتكبنا الكبائر، ولكن لا نقنظ من رحمة الله حتى لن نكون ضالين. قال الله تعالي: قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ. نفر الي كل مخلص يعمل جاهدا للوطن ولا يبيع بلده. نفر الي الام الصومالية التي لا تمل أن تتتج أناسا طيبين من أساتذه وفقهاء ودعاة الخير وأبناء كرماء. نفر الي كل من يحب وحدة تراب جمهورية الصومال. نفر الي من يري بان القبلية داء وليست دواء. نفر الي كل من يحمل برنامجا متكاملا لتغيير أوضاعنا وتنمية ربوع البلاد ولا يطمع في نهب ثروة الوطن، بل يكافح لتصبح الصومال أقل دولة فسادا في العالم وأكثرها شفافية. نفر الي من لا يسفك دماء الابرياء ويخاف عذاب ربه ويرجو مقام رفيعا في دار النعيم.