أهناءٌ أم عزاءٌ
الصومال الجديد
آخر تحديث: 19/02/2022
بقلم اسحاق آدم اسحاق / كاتب وباحث في الشؤون التربوية
تقدم ملموس قد يعقبه أحيانا تكبّد مرير !
السياسيون الذين كانوا أنجما لا تعرف أُفولا، وتلألؤًا لا تعرف انكماشا، أزف غيابهم عن أروقة البرلمان، عليهم السّلام والتّحية والتِّجلة.
-البروفسور محمد عثمان جواري
-البروفسور محمد عمر طلحة.
-السيد عبد الولي شيخ إبراهيم مودي،
السيد محمود معلم يحيى، وغيرهم كثير .
جو ساخن مكهرب مفعم بالصيحات المدوية، والصرخات المتضاربة، والمتشاكسة والانبهار في التخلف عن لحوق كبار الساسة الصوماليين بالركب الجديد .
أهناء أم عزاء ؟
يتذرع البعض، إذا جلّل الشيب على مفرق السياسي، أو طعن في السن، أو واكب في الحقل السياسي لسنوات عديدة ولا سيما في البرلمان؛ أليس أحرى أن يروح عن نفسه من شدة الأوحال والورْطات والزوبعات السياسية التي حفت بالمفاتن والمكاره في آن واحد.
هنيئا لمن أراح بدنه، ونفسه، وعقله ،وعاد إلى سلكه السابق، ووسع له بيته، وأسرته وتاب وآب من عَرْبدته في مضمار السياسية سالما لا عليه وله.
وهنيئا للدم الجديد في منصب جديد؛ لعله يضيف في قاعة البرلمان مالم ينتبه إليه الأولون، أو بخواطر لم تخطر ببالهم .على حد قول القائل :
وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل .
أم نعزيهم جميعا؟
عزائي لمن صار وتدًا بمنصبه لمدة لا تقل عن عشر سنوات ونيف.
تجلد، مفارقة المألوف مشقة، والصبر الجميل بديل عن الأسف المشتِّ، وإن توطد بين أضالعك جذوة تتأجج لا تنطفئ ،فأحرى أن تصب بماء زمهرير، وألق نظرك على قول الباري: “وتَنْزِعُ الملك ممن تشاء”
وعزائي لمن تقلد المنصب الجديد .
العاقل يتعظ بغيره ، كما يقال، العاقل تكفيه الإشارة .
رأيتم أسلافكم ما حل عليهم بعدما تربعوا على عرش البرلمان قريري البال .وسوف يحل عليكم ما حل بهم، وإن طال الأمد، فلا تغتروا. والأيَّام دول .
“وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم “
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ، وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ القِيَامَةِ، فَنِعْمَ المُرْضِعَةُ، وَبِئْسَتِ الفَاطِمَةُ».