أهمية ودلالات انتخاب رئيس المجلس الفيدرالي الإثيوبي
الصومال الجديد
آخر تحديث: 14/06/2020
في خطـوة تاريخية غير مسبوقة، أعلن المجلس الفيدرالي الإثيـوبي (مجلس الشيوخ) انتخاب آدم فارح إبراهيم رئيساً جديداً له، خلفاً لخيرية إبراهيم التي استقالت يوم الإثنين 8 يونيو 2020م، من رئاسة المجلس احتجاجاً على قـرار تأجيل الانتخابات العامة.
وقد جرى انتخاب السيد/ إبراهيم بالأغلبية المطلقة للأصـوات، خلال الدورة الخامسة للمجلس يوم الأربعاء 10 يونيـو 2020م، برئاسة نائب رئيس المجلس “رئيساً بالإنابة” محمـد رشيد حاج، ليكون بذلك أول مسـؤول صـومالي يتقلد هـذا المنصب الرفيـع في تاريخ الدولة الإثيـوبية.
وفـور انتهاء عملية فرز الأصوات وإعلان نتائج الانتخابات، قـدم نائب رئيس المجلس الذي هو الآخر ينحـدر من القومية الصـومالية، استقالته إلى الرئيس المنتخب، لإفساح المجال لانتخاب المجلس نائباً جديداً للرئيس يكـون من القوميات الإثيـوبية الأخرى، كما جرى العرف السياسي القائم على المحاصصة العرقية.
ومن جهة أخرى أفادت مصـادر سياسية مطلـعة، أن قـرار ترشيـح إبراهيـم لهذا المنصب شكل مفاجأة كبيـرة لقيـادات الإقليـم الصومالي، بما في ذلك ريس الإقليم مصطفى محمـد عمـر، الذي لم يكن على إطـلاع كاف حيـال الموضـوع.
من هـو الرئيس الجديد للمجلس؟
ينحـدر الرئيس الجديد لمجلس الشيوخ الإثيـوبي من منطقـة “سيتي” شمال غرب الإقليم الصـومالي في إثيـوبيا، وهـو ينتمي لقبيلة “العيسى” الصومالية.
وكان يشغل حالياً منصب نائب رئيس حكومة الإقليم الصومالي، وأمين عام حـزب الازدهار بالإقليـم، كما شغل العديد من المناصب الإدارية والسياسيـة منها منصب رئيس مجلس مدينـة “دريروى”.
أهمية ودلالات انتخاب الرئيس الجديد:
حملت عملية انتخاب رئيس المجلس الفيدرالي الإثيوبي، دلالات سياسية واجتماعية مهمـة، خاصة وأنها تأتي في توقيـت سياسي بالغ الحساسية والخطـورة، في ظل تصاعد الخلاف والتوتر بين حزب الازدهـار (PP) بزعامة أبي أحمـد علي رئيس الوزراء الإثيوبي، وقيادات جبهـة تحرير تجراي (TPLF).
ويبـدو أن حالـة الانقسـام والاستقطاب الحاد قد وصـلت إلى ذروتها خلال الأيام الماضية، لا سيما بعـد قرار الحكـومة بتأجيل الانتخابات العامـة، وإصـرار قيادات الجبهـة على موقفها الرافض لتمـرير القـرار المثيـر للجدل، باعتبـاره انتهاكاً للدستـور.
ويأتي انتخاب السيـد/ إبراهيـم رئيساً للمجلس الفيدرالي الذي يعـد أعلى سلطة تشريعيـة، في إطـار مساعي رئيس الوزراء أبي أحمـد، للسيطـرة على المؤسسات التشريعية.
أما في منطـور الحسابات السياسية، فإن هـذه الخطـوة تمثـل أهمية خاصة بالنسبة لحزب الازدهـار الحاكم، وذلك لخلط الأوراق وإعادة رسم المشهد السياسي على النقيض مما كان سائداً خلال فتـرة حكم جبهـة تحرير تجراي (TPLF).