أثبتت جدارتها في شتى المجالات: المرأة الإفريقية شريك أساسي في تنمية القارة السمراء
صفاء عزب
آخر تحديث: 8/01/2020
القاهرة- شهد عام 2019 إنجازات كبيرة للمرأة الإفريقية استطاعت من خلالها أن تثبت للعالم كله أنها قادرة على صنع المعجزات وتحقيق الذات مهما كانت العقبات والتحديات، حتى أنه لم يعد يخلو مجال من المجالات أو محفل من المحافل الإقليمية أو الدولية من وجود نساء إفريقيات يمثلن فيه بلادهن ومعها قارة إفريقيا التي ظلمت كثيرا وكان النصيب الأكبر من ذلك الظلم واقعا على المرأة وأطفالها. ولم تقتصر تلك الإنجازات على المجالات النسائية وإنما تجاوزتها وامتدت لتشمل شتى مجالات الحياة فكانت ندا قويا للرجل بل ومنافسا له، وهو ما دفع مؤسسات دولية كبيرة للإهتمام بنساء إفريقيا وتسليط الضوء عليهن وعلى ما يقمن به من أدوار رائعة تخدم البشرية كلها.
وفي هذا الأإطار كانت هناك العديد من الفعاليات التي تهتم بالمرأة الإفريقية وقضاياها والتي عكست اهتمام الأجهزة الحكومية والإقليمية والدولية بنساء إفريقيا والعمل على تحسين حياتهن ورفع المعاناة عنهن. وقبل أن يطوي عام 2019 أوراقه الأخيرة شهدت محافظة أسوان جنوب مصر المنتدى الدولي لمناقشة السلام والأمن والتنمية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن وكذلك تطوير شراكة إفريقيا مع العالم ، والذي حرص على تخصيص جلسات لمناقشة تعزيز مساهمة المرأة الإفريقية فى الأمن والسلام والتنمية.
وتحتل المرأة الإفريقية مكانة مهمة في خريطة التنمية المستدامة على المديين القريب والبعيد في إطار خطة 2063 للتنمية الإفريقية.
جدير بالذكر أن النساء في إفريقيا يلعبن دورا مهما في الإقتصاد والتنمية، فعلى الرغم مما يتعرضن له من ظلم واضطهاد وفقر وعنف، إلا أنهن يمثلن قوة اقتصادية كبيرة وفقا لتقارير بنك التنمية الإفريقي. تبلغ نسبتهن 52% من إجمالي سكان القارة السمراء، ويشكلن 75% من قوة العمل الزراعية، كما يساهمن بما نسبته 80% في إنتاج الغذاء في القارة الإفريقية.الأمر الذي يجعل من خطط الإهتمام بالمرأة الإفريقية وتقديم الرعاية لها جزءً أساسيا من خطة التنمية الإفريقية الشاملة.
وفي تصريحات صحفية قالت ديري ووردوفا ، نائبة المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان أن المرأة الإفريقية قد حققت الكثير من المكاسب في ظل جهود دولية وإقليمية للإرتقاء بها منها انخفاض وفيات الولادة بنسبة 40% خلال العقدين الماضيين، إلا أنها لا تزال تعاني من نقص الرعاية الصحية والتعليمية.
من جانبها أكدت السيدة الأولى في الكونغو أنطوانيت ساسو نغيسو في اجتماع لمنظمة السيدات الإفريقيات من أجل التنمية (OAFLAD) على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة أن النساء الإفريقيات أوشكن على تأمين المساوة كاملة مع الرجال مشيرة إلى أنه قد آن أوان المرأة الإفريقية.
ومن هذا المنطلق قامت شركة أدفانس ميديا، الرائدة في التصنيف والعلاقات العامة في إفريقيا برصد واختيار أنجح وأكثر مائة امرأة إفريقية تأثيرا ونفوذا خلال عام 2019 وهو ما أسفر عن بروز العديد من الشخصيات النسوية من مختلف أنحاء القارة الإفريقية وذلك في قائمة تضم نساء من 35 دولة هن رائدات يلهمن بإنجازاتهن وعملهن غيرهن من النساء المقبلات على التميز في القارة الأفريقية. ضمت القائمة قيادات نسائية سياسية بدرجة وزير ومفوض وسفير ومدير تنفيذي وأمين عام وبرلماني ورئيس وزراء ورئيس دولة، إضافة إلى موسيقيات وناشطات شابات مثل مبعوثات شباب الإتحاد الإفريقي. من بين هؤلاء الأسماء سهلي ورق زودي رئيسة إثيوبيا ونائبة الرئيس الليبيري جويل تيلور ورئيسة وزراء ناميبيا دكتور سارة أماديلا، والرئيستان السابقتان إلين سيرليف جونسون رئيس ليبيريا السابقة وكاترين سامبا بانزا رئيس إفريقيا الوسطى سابقا والدكتورة أمينة محمد وزير خارجية كينيا السابقة ووزيرة الرياضة الحالية. كما تشمل القائمة أماني أبو زيد المفوضة المصرية للبنية التحتية والمعلوماتية والطاقة والسياحة في “الإتحاد الأفريقي” ، وأمينة محمد نائب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ووزيرة البيئة السابقة في نيجيريا، والسودانية الدكتورة أميرة الفاضل مفوضة الشؤون الإجتماعية بالإتحاد الإفريقي، وريبيكا كاداكي رئيسة البرلمان الأوغندي، وريبيكا آدو السيدة الأولى في غانا.
ولاشك أن تميز هؤلاء النساء ليس وليد العمل خلال عام 2019 وحدها وإنما هو نتاج جهود كبيرة متواصلة عبر سنوات طويلة أثمرت عن هذه الأسماء وغيرها في القارة الإفريقية. لقد كشفت الممارسات المعاصرة عن تزايد الدور النسائي في السياسة والإقتصاد معا، وهو ما تؤكده المشاركات الفعالة للنساء الإفريقيات في شتى المؤسسات الرسمية وخاصة السياسية. لقد حققت المرأة في إثيوبيا ورواندا مكاسب كبيرة بتمثيلهن للمرأة في البرلمان حيث تجاوزت نسبتهن 50% من المقاعد النيابية كما يوجد في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أعلى معدل لأنشطة المشاريع الريادية للإناث، حيث ما يقرب من ثلث الشركات تملكها الإناث. لقد شهد تمثيل المرأة في الحكومة زيادة ملحوظة في الدول الإفريقية وأصبحت إثيوبيا هي أول دولة إفريقية يتجاوز فيها تمثيل المرأة بالحكومة الخمسين بالمائة وهو إنجاز كبير حيث تترأس الدولة هناك سيدة وهي سهلي ورق زودي، كما نجحت المرأة في كل من مالاوي وليبيريا في ارتقاء أعلى المنصب حيث تولت النساء رئاسة البلاد في هاتين الدولتين.
لقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريس” أن مشاركة المرأة بشكل كامل في القوة العاملة، يهيئ فرصا ويحقّق نموا، يمكن أن يضيف مبلغ 12 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي على الصعيد العالمي بحلول عام 2025. وأضاف أن زيادة نسبة النساء العاملات في المؤسسات العامة ينهض بالابتكار، ويُحسِّن عمليات اتخاذ القرار، ويحقق فوائد للمجتمعات بأسرها .
لاشك أن إتاحة المشاركة للمرأة الإفريقية ومساعدتها على تحقيق ذاتها ودعمها بمتطلبات خاصة بالتعليم والصحة والحقوق القانونية، يؤهلها للمساهمة في تنمية بلادها وقارتها الإفريقية بما يحقق النفع لها وللجميع وهو ما يتناغم مع أجندة 2063 التي تم وضعها على مستوى الرؤساء والقادة والحكومات والشخصيات المؤثرة من جميع الدول الأفريقية بهدف تحقيق الإنطلاقة المرجوة لإفريقيا من خلال عدد من البرامج منها ما يخص التنمية في مجالات الزراعة والصناعة والتوظيف وتمكين المرأة والشباب.