آفاق التعاون الإريتري العربي

صفاء عزب

آخر تحديث: 18/11/2019

[supsystic-social-sharing id="1"]

القاهرة- تشهد العلاقات الإريترية العربية نشاطا ملحوظا في مختلف المجالات والأصعدة، حيث تؤكد الأخبار المتواترة عن إريتريا عن قيامها بالتعاون وإجراء المباحثات الخاصة بتفعيله مع العديد من الدول العربية وهو تعاون لا يقتصر على الدول العربية الموجودة بمنطقة القرن الإفريقي ولا حتى بالقارة الإفريقية، وإنما يمتد ذلك إلى حدود بعيدة مع دول عربية خارج القارة كما في تعاونه مع المملكة العربية السعودية ودولة الكويت
وكانت الفترة الأخيرة قد شهدت عددا من الزيارات واللقاءات المتبادلة بين مسؤولين إريتريين ونظرائهم من دول عربية. وتأتي دولة الصومال على رأس تلك الدول باعتبارها الدولة الجارة والأقرب من إريتريا، حيث تم طي صفحة الخلافات التي استمرت لسنوات طويلة، وفتح صفحة جديدة بموجب اتفاق تاريخي جمعهما مع إثيوبيا في النصف الثاني من العام 2018 عقب قمة ثلاثية عقدت في أسمرة، كانت الأولى من نوعها بين الرئيسين الإريتري آسياس أفورقي والصومالي محمد عبد الله فرماجو وصدر بعدها الإعلان المشترك للتعاون الشامل بين الأطراف الثلاث. وفي شهر ديسمبر من عام 2018 قام الرئيس الإريتري أسياس أفورقي بزيارة نادرة للصومال بعد أكثر من عشرين سنة من القطيعة، وهي الزيارة التي جاءت ردا على زيارة الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو لإريتريا في وقت سابق، في إشارة إلى رغبة متبادلة لدعم التعاون بين البلدين.
وعلى مستوى الجارة جيبوتي فقد شهدت علاقة إريتريا بها تطورا ملحوظا سيما بعد توقيع اتفاق المصالحة بين البلدين في جدة استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين بعد قطيعة امتدت لعشر سنوات، وهي المصالحة التي جمعت بين رئيس جيبوتي السيد إسماعيل عمر جيلي ورئيس إريتريا السيد إسياس أفورقي ومهدت لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وعلى الرغم من التوتر الذي ساد العلاقات الإريترية السودانية عبر سنوات حكم الرئيس المعزول عمر البشير، إلا أنها شهدت تحسنا ملحوظا بين البلدين بعد قيام الثورة السودانية واختفاء البشير من الساحة السياسية السودانية حيث قام الرئيس الإريتري أسياس أفورقي بأول زيارة رسمية له إلى الخرطوم منذ 2014، كما جاءت الزيارة بعد قطيعة استمرت 18 شهرا، وشهدت التعاون المستقبلي بين البلدين في المجالات المختلفة. كما بادر الرئيس الإريتري في الإعراب عن تأييده للثورة السودانية ونتائجها وهو ما أكدته رسائل الدعم التي أرسلها من أسمرة للخرطوم. وفي أعقاب سلسلة من اللقاءات المتبادلة بين مسؤولي البلدين تم فتح الحدود بينهما وتسهيل الحركة الطبيعية للمواطنين.
كما تتسم العلاقات المصرية الإريترية بخصوصية وتحسن ملحوظ عبر السنوات، وهو ما عكسته اللقاءات الودية التي جمعت بين رئيسي البلدين، والزيارات الأربع التي قام بها أفورقي لمصر خلال عهد الرئيس السيسي، بجانب عشرين زيارة أخرى قام بها أفورقي لمصر خلال فترات سابقة. وهناك آليات عديدة تجمع البلدين بعلاقات قوية منها عضوية مشتركة بالإتحاد الإفريقي والكوميسا ومجموعة دول حوض النيل، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية التي تشارك إريتريا فيها بصفة مراقب. ويوجد العديد من المشروعات التنموية المشتركة بين مصر وإريتريا في قطاعات عديدة منها البنية التحتية والكهرباء والصحة والتجارة والاستثمار والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية.
وعلى المستوى العربي الواسع تجمع إريتريا بدول الخليج علاقات تعاون وطيدة تشمل مختلف المجالات، وعلى سبيل المثال تولي المملة العربية السعودية اهتماما كبيرا بعلاقتها بدولة إريتريا نظرا لأهمية موقعها الإستراتيجي على البحر الأحمر، وهو ما دفعها للتنسيق المشترك لتأمين هذا المسطح المائي الحيوي. وفي هذا الإطار كان هناك مؤخرا لقاء جمع بين المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي في مكتبه بمقر وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، والمندوبة الدائمة المعينة حديثا لدولة إريتريا لدى الأمم المتحدة السفيرة صوفيا تيسفا مريم.
وتتمتع إريتريا بعلاقات طيبة أيضا مع دولة الكويت خاصة في مجال استقدام العمالة الإريترية، وقد التقى مؤخرا نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد مع وزير الشؤون الخارجية في اريتريا الصديقة عثمان محمد في ديوان عام وزارة الخارجية الكويتية بمناسبة زيارته الرسمية الى الكويت. وتولي دولة الكويت اهتماما كبيرا بإريتريا إنطلاقا من اهتمامها بمنطقة القرن الإفريقي ورغبتها في تفعيل مزيد من التعاون تحت مظلة تاريخ متشابك بأواصر اجتماعية ودينية وثقافية واقتصادية وأمنية مشتركة، وذلك على حد قول السفير منصور العتيبي في جلسة مجلس الأمن حول “القرن الافريقي”.
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول التي تحرص على التواجد القوي في منطقة القرن الإفريقي في إطار الحرص على الحفاظ على توازن القوى مع دول أخرى مثل تركيا وإيران اللذين يقومان بنشاط كبير في هذه المنطقة الحيوية من العالم. ومن هذا المنطلق كانت الإمارات راعية للإتفاق التاريخي للمصالحة والسلام بين إثيوبيا وإريتريا، وقامت بمنح وسام زايد لزعيمي البلدين تثمينا لهما لهذه الخطوة.
وتجمع المصالح الإقتصادية المشتركة بين الإمارات وإريتريا حيث أبرم صندوق أبوظبي للتنمية في يونيو 2012، اتفاقية قرض بقيمة 183 مليون درهم مع حكومة إريتريا، للمساهمة في تمويل مشاريع تنموية وحيوية تخدم اقتصاد البلاد، وذلك في ظل نمو وتطور العلاقات بين البلدين وفي إطار مساندة من دولة صديقة في تطوير اقتصاد إريتريا بتقديم القروض اللازمة لتنفيذ مشاريعها الإنمائية.
كما شهد عام 2019 لقاءَ هاما بين الرئيس الإريتري أسياس أفورقي وبين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وتم خلاله استعراض فرص التعاون الاقتصادية والاستثمارية والتنموية بين البلدين والآفاق المستقبلية لتنمية تعاونهما.
يذكر أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ عام 2017 نحو (215.2 مليون دولار)، وقد بلغت صادرات إريتريا إلى الإمارات خلال العام الماضي نحو 139 مليون دولار، مقابل واردات بلغت 280 مليون درهم 76.2 مليون دولار.
لاشك أن اتفاق المصالحة الذي أبرمته إريتريا مع الجارة إثيوبيا لغلق سجل حافل بالصراعات عبر سنوات طويلة، ساهم بشكل كبير في فتح آفاق التعاون بينها وبين مختلف دول العالم وخاصة العالم العربي الذي كان له دور كبير في المساعدة على إبرام هذا الإتفاق والمضي قدما نحو المزيد من التقدم والتطور، إضافة إلى تأثير العلاقات الثنائية بين إريتريا وكل دولة من الدول العربية على حدة.

قضايا ساخنة

هل تستمر الدوحة في التأثير على الانتخابات الصومالية بالمال السياسي؟

المرشح البغدادي في حديث خاص للصومال الجديد

بعد أربع سنوات من الدور السلبي في الصومال: قطر تحاول تلميع صورتها

خطاب الرئيس دني .. مخاوف وأسرار

الاتفاقيات حول النفط الصومالي .. تقض مضاجع الخبراء في الصومال