مواقع التواصل الاجتماعي وأثرها على المجتمع

الصومال الجديد

آخر تحديث: 25/12/2017

[supsystic-social-sharing id="1"]

لقراءة التقرير أو تنزيله بصيغة بي دي اف انقر هنا

التقرير الأسبوعي

الرقم 13

مقدمة
شباب موزعون على الأرصفة، ومناطق التسلية، والأنادي الاجتماعية، عاطلون عن العمل، لا عمل لهم يسد رمقهم، ويلبي حاجاتهم، يعتمدون للحصول على أبسط الخدمات على غيرهم. لذلك أصبح همهم الأول والأخير التقاط الصور وعرضها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والإدمان على المحادثات، والمناقشات في غرف وهمية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تراهم في جميع المواسم والمواقع منكبّون عليها، آناء الليل، و أطراف النهار، لا يرفعون عنها رأسا، ولا يحرّكون سواها ساكنا، مشغولون حتى أذنيهم في القيل والقال، وكثرة الكلام، الشهرة مرماهم، والتعجب مقصدهم.
وهناك آخرون يستخدمون مواقع التواصل لأغراض أخرى، يجندّون أنفسهم في الاستغلال عنها، وتحقيق أهدافهم فيها، ينتهزون الفرص، ويصنعونها، ويديرونها لصالحهم. البعض منهم يروج أفكارا، ويبحث لها عن أرضية صالحة لزرعها؛ لذلك لا يملّ ولا يفتر، يخطط وينفذ كما خطط، ولا يكون جزءا في تخطيط الآخرين.
الناس في مواقع التواصل الإجتماعي ليس نوعا واحدا، بل أنواع وأصناف، وفيهم الفائزون في المعركة وخاسرون، ويتناول التقرير مواقع التواصل الاجتماعي وأثرها على المجتمع الصومالي سلبا وإيجابا.
اشهر مواقع التواصل الاجتماعي
نحن في عالم تقاربت أطرافه وأصبح كقرية صغيرة بفضل التكنولوجيا بأنواعها ولكن مع وصول الإنترنت إلى الساحة أضاف إلى الحياة البشرية الكثير من المظاهر، وغيّر نمط الحياة كليّا، مما أوجد الكثير من الإيجابيات التي يجب الاحتفاظ بها، والسلبيات التي ينبغي التخلص منها، ومن المظاهر ما يعرف بالمواقع الالكترونية متعددة الاغراض، والتي ساهمت وبصورة لا مثيل لها في ايصال المعلومات بأسرع ما تكون من أقصى الأرض إلى أدناها بغمضة العين وانتباهها، وعلى رأس تلك المواقع مواقع التواصل الاجتماعي، والتي وصلت اليوم إلى حد لا يوصف، حيث سدّت مسدّ الجميع، فهي اليوم قناة فضائية، وإذاعة مسموعة، وصحيفة مقروءة، لم تترك مجالا لمتعقب، ومن أشهر تلك المواقع المواقع الآتية ولكل ميزته ومساويه. 1: فيس بوك. 2: تويتر. 3: انستاغرام. لقد ساهمت هذه المواقع وغيرها في فتح قنوات الاتصال، والتواصل بين مختلف الجنسيات والأعراق والأعمار بشكل كبير حتى صار العالم قرية صغيرة.
الفيس بوك تحتل الصدارة
بسبب تكوّنه، وسهولة استخدامه، يتمتع موقع فيس بوك شهرة واسعة لدى سكان الأرض، باختلاف أجزائها، حيث يضم أكثر من مليار مستخدم، وجاء في مقال كتبه الكاتب والاعلامي المصري عماد عنان، “بحسب آخر إحصائيات رواد هذه المواقع في العالم العربي، هناك 90 مليون مستخدم لموقع “فيسبوك” في 22 دولة عربية، بنسبة قدرها 23% من إجمالي عدد السكان، وجاء موقع “تويتر” في المركز الثاني بإجمالي عدد مستخدمين يقدر بـ 50 مليون. أما من حيث نوع وأعمار رواد شبكات التواصل، فإن عدد الذكور المستخدمين لهذه المواقع بلغ 65%، مقابل 35% من الإناث، كما تصدرت فئة الشباب التي تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عامًا قائمة المستخدمين لتصل إلى 70% من إجمالي عدد رواد هذه المواقع في العالم العربي”. وفي مقاله هذا ذكر الكاتب “أن الإحصائيات أشارت إلى تصدر الصومال وجيبوتي وجزر القمر، قائمة الدول الأقل استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي، حيث بلغ العدد في الصومال 310 ألف مستخدم، وفي جيبوتي حوالي 88 ألفًا، وفي جزر القمر حوالي 41 ألفًا” .
لهذا يكون موقع فيس بوك على الصدارة، ويتقدم على غيره من المواقع المستخدمة للتواصل الاجتماعي في العالم العربي، بما فيه الصومال.
الهواتف الذكية تساهم في انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي:
مما ساهم في انتشار استخدام تلك المواقع، تطبيقاتها التي تتوفر في الشبكة العنكبوتية، وسهولة استخدامها في الهواتف الذكية، والتي تشتغل ببرنامج أندرود، بالإضافة إلى سهولة حصول تلك الهواتف بأسعار منخفضة في كثير من الأحيان، وخفة وزنها، بحيث يستطيع مستخدمو تلك المواقع بواسطة الهواتف التنقل بكل البساطة معها، بالإضافة إلى وجود كاميرات عالية الجودة في بعضها، مما يسمح لهواة الصور التقاط صور متباينة في الدقة، وعرضها في المواقع، للحصول على أكبر كمية إعجاب عليها من المشاركين فيها، الأمر الذي يهواه الكثير.
تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الحياة العامة:
لكل مسمى من اسمه نصيب هكذا قال من قال، فتلك المواقع غايتها العظمى التواصل، وأن تؤدي عملها كهمزة وصل بين الناس، ولكن لا تقتصر على هذا العمل فقط، فلكل مستخدم غرضه الخاص، ويسعى البعض إلى التأثير على الآخرين من خلال التغريدات عبر حسابه الخاص، يفكر فيه نهارا ويحلم به ليلا، وتلك الجهود لاتذهب سدى بل تؤتي ثمارها أحيانا، سياسيَّةً كانت تلك التاثيرات أو أمنيةً أو إجتماعيةً أو فكريةً أوغيرها. وفي مقال كتبه الكاتب الصومالي أنور أحمد ميو قال: “يمكن القول بأن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي – ومن أهمّها فيسوك، وتويتر – ليس محصورا على الجانب الاجتماعي والاقتصادي فقط، غير أن تلك المواقع في بعض الأحيان تلعب دورا أساسيا في التأثير على المجال السياسي وتعبئة الجماهير، وتخلق مناخا سياسيا ضاغطا، وثورات عارمة، كما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا قبل سنوات في أيام ثورات الربيع العربي التي أسقطت حكاما شموليين كانوا في سدة الحكم لمدة ثلاثين عاما وفي بعض الأحيان أربعين عاما، وساهمت تلك المواقع الاجتماعي في تحشيد المتظاهرين وتعبئتهم” .
• التأثير السياسي
فالسياسة ليست بعيدة عن زوابع تلك المواقع، بل وُجِدَت في مهب رياحها، ومن أراد تأثير جمهور أو طائفة معينة، ، أونشر أفكار سياسية يروج لها، أو تنديد سياسات أخرى، وَجَدَ أن مواقع التواصل أنسب أرضية لضالته، وعلى أية حال فإن للمواقع المذكورة ثأثيرات سياسية لكنها نسبية في سلبياتها وإيجابياتها، وهي أشبه ما تكون فرصة بالنسبة إلى الجميع، يستغل منها من فطن إليها، وأحسن استخدامها، فالأحزاب السياسية مثلا استطاعت تنظيم صفوفها وإيصال رسائلها إلى مؤيديها بواسطتها، وحشدهم لمناهضة قضايا، وتأييد أخرى لمصلحة ما، ومعلوم أن مواقع التواصل لعبت دورا بارزا في تحشيد الشباب في ساحات الحراك الشعبي إبان ما يسمى بالربيع العربي أو سميه خريفا إن شئت، ومن نافلة القول أن هذه المواقع بمثابة صواريخ عابرة للقارات، بل أكثر سرعة، وابلغ ثأثيرا، سلاح على يد الجميع.
وأشارت تقارير إلى إعلاق شركة تويتر حسابا روسيا تم إنشاؤه للتأثير على السياسة الأمريكية، وبحسب التقارير كان الحساب الذي يحمل اسم ” جينا أبرامز” تابعا لوكالة أبحاث الإنترنت المرتبطة بالكرملين، واعتبر ذلك الحساب بأنه الأقوى، وأشد تأثيرا من بين جميع الحسابات التابعة لتلك الوكالة؛ لأنه حصد في ذروة نشاطه أكثر من 70 ألف متابع من بينهم أشخاص على صلة بإدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب.
• التأثير الأمني
تشكل مواقع التواصل الاجتماعي تهديدا على الأمن العالمي، بحيث إن الجماعات الإجرامية تبث أفكارها المسمومة، وتصطاد ضعفاء العقول من خلالها، تجند لمصالحها من وراء حدودها، وتخطط لتنفيذ عمليات في أماكن لا تواجد لها فيها، وهذا ما لا تستطيع الشرطة التفطن له، بل جديد كليا في قاموس مباحثها، وملاحقاتها.
تكتيكات مرنة تتبعها الفرق الاجرامية بكل أطيافها، وأنواعها لادخال عملياتها في حيز التنفيذ، طرح الدكتور محمد مراد في دراسة أعدها بعنوان ” شبكات التواصل الإجتماعي أخطر التحديات الأمنية المعاصرة “أن الحلول الأمنية بمفردها لا تحقق الأهداف المأمول تحقيقها في مثل هذه المجالات، وأن الاقناع الفكري، والتنفيد العقلي يكون الأعمق تأثيرا، والأنجح علاجا” .
وتقوم بعض الدول بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي لأسباب أمنية، رغم الانتقادات التي توجه لها من قبل منظمات حقوق الإنسان، وعلى سبيل المثال حجبت إثيوبيا بعض وسائل التواصل الاجتماعي في شهر ديسمبر الجاري لأسباب أمنية، وذلك بعد اشتداد الاشتباكات بين الجماعات العرقية في مختلف أنحاء البلاد. وأفادت التقارير أن السلطات الإثيوبية حجبت موقعي فيسبوك وتويتر، بعدما ظهرت تقارير عن عمليات قتل بأيدي قوات الأمن في منطقة أوروميا. .
• التأثير الاجتماعي
كما مر بنا آنفا فإن تأثيرات تلك المواقع لا تنحصر على الايجابيات فقط أوالسلبيات فحسب، بل صارت بالنسبة إلى شرائح كبيرة من المجتمع بمثابة وحدة التحكم عن بعد، وعلى أي غرض تنفذ لا تأبى، نبيلا كان ذاك الغرض أو خسيسا، ما يعود على المجتمع بالنفع، مثل تحسين الوعي، واستغلال عنصر الانسان على أكمل الوجوه، مع وجود هذه المواقع لم تعد ثمة عوائق، وعقبات لتوعية المواطنين، فكل ما على المعنيين بالأمر، أو المهتمين به أن يحسنون الاستغلال، ويتفرصوا الفرص؛ للحيلولة دون ذهاب تلك الجهود سدى.
ويمكن للجميع تقديم توجيهات، ودورات، وتحذيرات لأكبر عدد ممكن، وفي أقصر وقت، دون اللجوء إلى استنزاف كل الموارد والقوى بل بنقرة واحدة. وفوق هذا كله فهي صالحة لاستخدامها كوسيلة للدعايات الهادفة، وهذا ما يحدث في غالب الأوقات. أفكار تروج، وبضائع تباع وتشترى، بمناقصات أو مزايدات، وفيها الرابح والخاسر، بقدر ما تعتبر مجالا لخلق فرص لنشر الحقائق، والتدرب عليها دون أيما إقدام واحجام، الكل فيها أتراب وأنداد، وميدان لتغيير القناعات، والتاثير على الآخرين.
 المخاطرالاجتماعية:
مما سبق يتضح أنه وبالرغم مما تمثله هذه الشبكات من متنفس حقيقي للمواطن للتعبير عن أرائه ومعتقداته وفكره بحرية تامة، فضلاً عن كونها مساحة جيدة لتوسيع دائرة العلاقات والمعارف، إضافة إلى إثرائها لمنظومة الفرد الثقافية والتوعوية، إلا أنه وفي نفس الوقت تشكل خطرًا وتهديدًا مباشرًا على المجتمع، إذ إن المواقع عبارة عن سلاح ذي حدين، فيها النفع وفيها الضر، ومن مساوي مواقع التواصل الاجتماعي مايلي:
قتل الوقت: يضيع بعض المستخدمين الكثير من الوقت – الذي هو رأس مال عمر الإنسان – في الجلوس أمام هذه المواقع، مما يؤثر على علاقته مع أهله وأصدقائه داخل محيط الأسرة.
انعدام الخصوصية: حيث تصبح ملفات المشاركين الشخصية عرضة للجميع، بما فيها من بياناتهم وصورهم الخاصة، وهذا قد يمهد الطريق إلى التجسس والمراقبة لكل تحركات وأقوال وأفعال المستخدمين، وهو ما ينعكس سلبًا على حياته العامة.
نشر الإشاعات والأخبار المغلوطة: مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت واقعا لا يمكن التجاهل عنه، ناب عن كثير من وسائل الإعلام المرئية، والمسموعة، وكذا المقروءة، تعرض فيها الاخبار المرئية، قبل أن تصل إلى القنوات الفضائية وبعدها، وتنشر فيها المقالات، والتقارير، قبل أن تسطر في الصحف، وتذاع فيها الأنباء قبل الإذاعات، وهذا كله بدون مراقبة تَحُدُّ، أو خوفٍ من محاكمةٍ، مما أدى إلى كثرة تناقل الشائعات والأخبار المغلوطة، ومن جراء تلك الأمواج المتلاظمة الهائجة، تأثر الكثير من رواد الموقع سلبا أو إيجابا، ومن التأثيرات الإيجابية ما نراه من بعض أفراد المجتمع، حيث كانوا يشددون في مواقع وقضايا لا ينبغي التشدد فيها، وبعد نقاشات دارت بينه وبين آخرين بدأ يهدأ، ويتنازل عن بعض ما كان يؤمن بقدسيتها خطئا، والعكس صحيح أيضا، إذ أن البعض وبعد الانضمام إلى هذا العالم الافتراضي جلبتهم بعض ما ينشر في بعض الصفحات، وذهبت به إلى ما لا يحمد عقباه بسب لقمة عيش، أو كبوة عقل ساه.
وعلى العموم فالعالم الافتراضي سيف ذو حدين، له مآخذه ومناقبه، وآثاره الإيجابية والسلبية، ينفع ويضر وضره أكبر من نفعه.
يتداول الناشطون أحيانا أخبارا غير صحيحة وكاذبة، وفي ظل تراجع مستوى الوعي الكافي تصبح هذه الأخبار محل ثقة لكثير.
تكريس القبلية: من سلبيات مواقع التواصل في بلادنا تكريس القبلية وخاصة في ظل ما يسمونه الفيدرالية المشؤومة، التي تضع حدودا وهمية مصطنعة بين الشعب الواحد، على أسس قبلية لا يستفاد منها سوى الويلات.
هناك صفحات في مواقع التواصل الإجتماعي تحمل اسم القبائل بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، وقد تحمل أحيانا أسماء ولايات، وتنشر في تلك الصحفات مايؤدي إلى تفرقة الشعب وتجزئته إلى فئات متناحرة. تؤجج العداوة بينها، وتمثل أبواقا للحرب، يبث من ورائها سماسرة الحرب والكراهية سمومهم، منشورات تلك الصحفات لا تتعدى كونها تخدم لمصلحة قبيلة على حساب القومية، وبهذا يكون كمن يهدم مصرا ليبنى قصرا.
ترويج الافكار الدخيلة: طالما أن مواقع التواصل الاجتماعي مفتوحة الأبواب، لا يحدها حد، والناشرون فيها يتمتعون بكامل الحرية، ولهذا فمن خلال هذه الحرية ينشر البعض افكارا دخيلة تصادم تماما ماعليه المجتمع الصومالي المحافظ بطبعه، أفكار يروجها من يروجها لسبب من الاسباب، إما لأنه اقتنع بها، أو تم استئجاره وتجنيده للقضية، تحت تحفيزات مادية.
ومن تلك الأفكار مايسمى بعلمنة المجتمع باسم التنوير، والتحرير، حيث تجري في مواقع التواصل مناقشات تثار فيها الشبهات منقولة من كتب المستشرقين بواسطة النسخ واللصق، في حين لا يعارضها من هو أهل لردها، وتزييف حججها الواهية؛ التي هي أضعف من بيت العنكبوت، ومن نور الحباحب.
• الخاتمة
وفي النهاية تجدر التوصية بضرورة الإنتباه لما يبث في مواقع التواصل الإجتماعي، من أفكار هدَّامة، ومقارعتها بأخرى بنَّاءه، كما يجب على الجهات المختصة إطلاق حملات توعوية تهدف للحفاظ على الثقافة الصومالية التي تتعرض لتهديدات بسبب الأفكار الدخلية والهدامة التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر، ويتأثر بها المواطنون، وخاصة المراهقون والشباب؛ الذين -كما تشير إليه الإحصائيات- يعتبرون أكثر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.

قضايا ساخنة

هل تستمر الدوحة في التأثير على الانتخابات الصومالية بالمال السياسي؟

المرشح البغدادي في حديث خاص للصومال الجديد

بعد أربع سنوات من الدور السلبي في الصومال: قطر تحاول تلميع صورتها

خطاب الرئيس دني .. مخاوف وأسرار

الاتفاقيات حول النفط الصومالي .. تقض مضاجع الخبراء في الصومال