التشاوم في عادات وتقاليد المجتمع الصومالي

عبد الوهاب معلم أحمد

آخر تحديث: 26/08/2017

[supsystic-social-sharing id="1"]

تتعدت ثقافات وتقاليد الشعوب حول الكرة الارضيّة مشتملة على تشاؤم اوتفاؤل وتختلف العادات والتقاليد من بلد الي اخر، وتعد تلك العادات والتقاليد جزء لايتجزأ من تنظيم حياة الأمم اليومية، فمن تلك العادات ماهو مألوف للبعض وماهو غريب للبعض الاخر.

وسأتكلم هنا عن بعض عادات المجتمع الصومالي وبالتحديد أمور يتشاوم منها الكثيرون منذ زمن طويل ولاتزال موجودة في عصرنا هذا؛ لانها أمور يتوارثها الناس علي مر الأجيال، حتي كانت منهجا وروحا في حياة البعض. ولعلك تلاحظ عزيزي القاري ان اكثر فئة متمسكة بالعادات والتقاليد والتشاؤم هي الفئة التي باتت اليوم علي الكبر في السن وتحاول هذه المجموعة قدر المستطاع التمسك بالعادات التي تربت عليها، هذا وان دل علي شيء فإنما يدل علي أهميتها لدي الفئة المذكورة، ويتناول هذا المقال شرح معني كلمة التشاؤم لغة، وحكم التشاؤم والطيرة عند أئمة الفتوئ، كما يقدم مثالا من أشكال التشاؤم في الزمن الراهن.

التشاؤم لغة: التطير وهو حالة نفسية تقوم علي الياس والنظر الي الأمور من الوجهة السيئة، والاعتقاد بأن كل شي يسير علي غير ما يرام، ونستطيع القول ان التشاؤم هو ضد التفاؤل الذي هو استعداد نفسي يغلب الخير علي الشر .

حكم الطيرة والتشاؤم: ذهب بعض علماء الحنابلة القول الي كراهة التشاؤم والطيرة دون التفاؤل وقال ابن المفلح شيخ الحنابلة في وقته إن الكراهة قول غير واحد من الاصحاب قائلا الأولي القطع بالتحريم، ولعل مرادهم بالكراهية هنا التحريم. اما الشافعية فقد عد الهيثمي ترك السفر مثلا والرجوع منه تطيرا الكبيرة الحادية بعدالمئة في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر.

مثال من أشكال التشاؤم في الزمن الراهن: هناك أشكال مختلفة من التشاؤم، يتشام البعض حدوث وقائع في أيام وأشهر معينة، فبعض المجتمع الصومالي مثلا يتشائم عقد النكاح في شهر ذي القعدة، ويخشون ان يكون مصير ماشيتهم الي الهلاك إذا أقدموا علي عقد النكاح في شهر ذي القعدة. وثبت شرعا بطلان هذا التشاؤم؛ لان النبي صلي الله عليه وسلم تزوج في عمرة القضاء بعد إحلاله في ذي القعدة بميمونة بنت الحارث في السنة السابعة من الهجرة، كما نقله الحافظ ابن كثير في كتابه الفصول في سيرة الرسول وغيره منالمؤرخين. وميمونة هي ام المؤمنين وآخر زوجات النبي محمد صلي الله عليه وسلم

التشاؤم والطيرة متطابقتان من حيث المعني، وأنهما يتكلمان عن إشكاليات نفسية لدي بعض الناس ممن لم يترسخ في العلم اقدامهم متشائمين بأسباب غير معتبرة بها شرعا وعقلا. وأختم القول إن جميع العادات والتقاليد التي تخالف الشرع مخالفة ظاهرة او تخالف مقاصد الشريعة العامة يجب نبذها والسعي الي تغييرها مهما كانت شائعة.

قضايا ساخنة

هل تستمر الدوحة في التأثير على الانتخابات الصومالية بالمال السياسي؟

المرشح البغدادي في حديث خاص للصومال الجديد

بعد أربع سنوات من الدور السلبي في الصومال: قطر تحاول تلميع صورتها

خطاب الرئيس دني .. مخاوف وأسرار

الاتفاقيات حول النفط الصومالي .. تقض مضاجع الخبراء في الصومال