التكامل الاقتصادي لدول القرن الإفريقي .. الواقـع والآفاق 2/2

الصومال الجديد

آخر تحديث: 18/10/2017

[supsystic-social-sharing id="1"]

لقراءة التقرير أو تنزيله بصيغة بي دي اف انقر هنا
التقرير الأسبوعي
الرقم 9

 سمـات اقتصـاديات دول القـرن الإفـريـقي:
كما سبق أن أشـرنا في الجـزء الأول، فإن تجانـس اقتصـاديات بين الدول التي تصبـو إلى تشكيـل تكتـل اقتصـادي يعتبـر من أهـم الشـروط التي يتوقف عليها نجاح التكامـل الاقتصـادي.
وفيما يلي نستعـرض أهـم ملامـح وسمـات اقتصـاديات دول القـرن الإفـريقي، لمعـرفة حجـم تجانسهـا ومدى قابليتها للتكامـل.
مقارنـة المؤشـرات الاقتصـادية ـ وفق آخـر بيانات متوفـرة (2013 ـ 2016م)

مؤشرات إثيـوبيا جيبـوتي السـودان الصـومال إريتـريا

مؤشرات إثيـوبيا جيبـوتي السـودان الصـومال إريتـريا
الناتج المحلي الإجمالي 77 مليار دولار 2 مليار دولار 95,58 مليار دولار 6.22 مليار دولار 3,86 مليار دولار
معـدل النمـو 9.6%. 6.7%. 4.9 %. 2.7%. 0.3%.
نصيب الفرد من الناتج المحلي 900 دولار 1580 دولار 1923 دولار 600 دولار 514 دولار
الناتج المحلي حسب القطاعات
الزراعـة / الإنتاج الحيواني 43.5% 10.9%. 27.9%. 77.3%. 17%.
الصناعـة 13.4%. 22.7%. 23.0%. 29%.
الخدمات 43.1%. 66.4%. 49.0%. 54%.
مؤشر التنميـة البشـرية 0.44 0.447 0.52 0.39
مؤشر التضخـم 9.4%. 4,5%. 33,663 % 12.5%.
معدل البطالة 16.8%. 54%. 19,5%. 14.5%.
قيمـة إجمالي الصادرات 659 مليون 23740 مليون 365078 مليون 533 مليون دولار 72 مليون دولار
قيمة إجمالي الواردات 4224 مليون 192000 مليون 594630 مليون 2007 مليون دولار 905 مليون دولار
العملة الوطنية مقابل الدولار 23.23 177.5     15.28
التغيير السنوي في مؤشر الصرف 7.9 0.0 15.37 –+
القـوة العاملـة 40 مليـون نسمة        
إجمالي الدين العام الخارجي 32.1 مليون دولار 53.7% مليون 43.800.0 مليون 23.9 مليون دولار
نسبة الدين من الناتج الاجمالي 32.1%. 48.4%. 70.7%.   23.9%.
مؤشر الفسـاد 34 نقاط 30 نقاط 14 نقاط 10 نقاط 18 نقاط
الرتبـة 108 123 170 176 189
الإنفاق العسكـري 1624.20 مليون 2465 مليون دولار

 واقـع وآفاق التكامـل الاقتصـادي لدول القـرن الإفريقي:
لقـد أصبحت ظاهـرة التكتـلات الاقتصاديـة الإقليميـة من أهـم السمات التي تميـز النظـام الاقتصـادي الدولي في الوقـت الراهـن، وهـذا الأمـر لـم يعـد حكـراً على قارة أو إقليم بعينـه، بل إنـه انتشـر في جميـع مناطق العالم المختلفـة.
وفي هـذا السياق تأتي مسـاعي دول المنطقـة الراميـة إلى إنشـاء مجمـوعة اقتصـادية تضـم دول القرن الإفريـقي، وذلك باعتبارها خيـاراً استراتيجيـاً لتحقيق التنميـة المستدامـة والاستقـرار السياسـي والاجتماعـي في كافـة دول المنطقـة.
وهذا ما أشـار إليـه مؤخـراً رئيـس الوزراء الإثيـوبي، حيـث أكـد “أن المشـروع سيصـب في مصلحـة الأمـن والاستقـرار بالمنطقـة، وسيضـع حداً للفقـر والبطالـة في المنطقـة، ويرفـع مستـوى معيشـة سكانها.
كما أن تداخـل الموارد الطبيعيـة وضـرورة الاستخدام المشتـرك لها، تعـزز رغبـة بعض دول المنطقـة في تحقيق التكـامل الاقتصـادي.
I. محفـزات التكامل الاقتصـادي لدول القـرن الإفريقي:
هنا جملـة من العـوامل والاعتبارات المحفـزة لدول القـرن الإفريقي، لتحقيـق التكامـل الاقتصـادي، ومن أبرز تلك العـوامل:
01. التقارب الجغـرافي:
تشكـل منطقـة القـرن الإفريقي بوحـدة جغـرافيـة متجانسـة، وما يفصـل بين دولها هو فقـط حدود هندسيـة وضعها الاستعمـار الأوروبي.
02. حجـم الموارد الطبيعيـة:
كما سبقـت الإشارة تتمتـع منطقـة القرن الإفريـقي بموارد طبيعيـة كبيـرة، وتمتلك احتياطيات ضخمـة من المعادن التي تستـخدم في الصناعات الثقيلـة والنـووية مثـل الكـوبالت واليورانيـوم، كما أنها تمتلك تـروة مائيـة هائلـة تكفي لسـد حاجات الدول الإفريقيـة من المياه، إضافـة لموارد الذهـب والنفـط والغاز الطبيعي وغيـره.
03. حجـم الطاقات البشـريـة:
ووفقاً لمعظـم المرجعيات الإحصـائية الدوليـة يتجاوز عدد سكـان منطقـة القـرن الإفريقي نحـو 180 مليـون نسمـة، موزعيـن بشكـل غيـر متساوٍ.
وفيما تتميـز بعض دول المنطقـة مثـل جيبـوتي وإيتـريا والصـومال، بكثافـة سكانيـة ضعيفة، مقارنـة مع إثيـوبيا التي تعاني من انفجـار سكاـني هائـل؛ حيـث يـراوح عدد سكانها ما بين من 85 ـ 93 مليـون نسمـة بحسب بيانات (Breathing Earth) وهي تحتـل المركـز الرابع عشـر عالمياً وفقاً لعدد السكان.
وهذا التباين من شأنه أن يشجـع على التكامـل الاقتصـادي لدول القـرن الإفريقي، ولتحقيق المصالح المشتـركة والمتبادلـة في كثير من المجالات.
04. حجـم ونطاق السـوق:
بناء على المعطيات السابقـة فإن منطقـة القـرن الإفريـقي تمثـل سـوقاً مستقبلياً كبيـراً بحجـم سكانها الذي يتجاوز 160 مليـون مستهلك، كما أن تحقيـق التكـامل الاقتصـادي من شـأنه أن يعـزز الموقف التفاوضي والمركـز المالي لدول المنطقـة.
05. وجـود رأي عام مشجـع للتكامـل الاقتصـادي:
ما زالت شعـوب منطقـة القـرن الإفريـقي متعطـشة لتنميـة اقتصـادية حقيقيـة، وهي تـرحب لأي خطـوات سياسيـة جادة تصب في هـذا الإتجاه، وتقـرب الشعـوب من بعضها البعـض.
ولذلك نـلاحظ وجـود رأي عام متزايد ومشجـع لعمليـة التكامـل الاقتصادي من قبـل بعـض دول المنطقـة، وخاصـة إثيـوبيا والسـودان وجيبـوتي.
II. المعـوقات والتحديات أمام جهـود التكـامل الاقتصـادي:
بالرغـم من التقـدم الكبيـر في مسيـرة التعاون الاقتصـادي بين دول القـرن الإفريقي، والذي تحقق خـلال السنـوات الماضيـة، إلا أن هناك العـديد من التحديات والمعـوقات التي تبرز أمام جهـود التكامـل الاقتصـادي المنشـود، ولعل من أبرزهـا ما يلي:
01. عـدم الاستقـرار السياسي والأمـني في المنطقـة: تكاد الظـروف السياسيـة لمعظـم دول القـرن الإفريقي أن تكـون متشابهـة إلى درجـة التطابق.
02. الصـراعات بين دول المنطقـة: نتيجـة لغياب الثقـة المتبادلة تنظـر بعض الدول بعيـن الشك والريبـة لمشـروع التكامل الاقتصـادي، ومنها الحكـومة الإريتـرية التي تعتبـر المشـروع محاولـة إثيـوبيـة جديدة للهيمنـة على مقدرات دول المنطقـة والنيـل من استقـلالها وسيادتها.
03. التهميـش السياسي والاقتصـادي: تتفشـي في منطقـة القرن الإفريقي حالات من الظلـم والحرمان تعاني منها كثيـر من الشـرائح الاجتماعيـة مما يساعـد في تأجيج الصـراعات والحروب الأهليـة في المنطقـة.
04. الكـوارث الطبيعيـة ومشكـلات تغيـر المناخ: تتعـرض المنطقـة لكـوارث طبيعيـة متكررة نتيجـة للتغيـرات المناخيـة، وأفضـت تلك الكـوارث إلى حالـة من عدم الاستقـرار السياسي والاجتماعي في المنطقـة.
05. مشكـلات النقـل والمواصـلات:، ما زالت البنيـة التحتيـة لقطاع النقـل والمواصـلات بحاجـة إلى تطـوير على مستـوى المنطقـة.

 رؤيـة مستقبليـة:
وعلى ضـوء ما تقـدم نستطيـع القـول بأن الإرادة السياسيـة تعتبـر عاملاً مهمـاً، لكنها لا تكفي وحـدها في الارتقاء بالتعاون الاقتصـادي وإنشـاء السـوق المشترك وصـولاً إلى درجـة التكامـل الاقتصـادي الحقيقي، بل إن ذلك يستدعي وضـع استراتيجيـة مشتـركة بعيـدة المدى تعـزز التعاون الاقتصـادي والسياسي والاجتماعي والبيئي.
وللتغلـب على المعوقـات التي تقف أمام جهـود التكامـل ينبغي على دول منطقـة القـرن الإفريقي أن تتبنى رؤيـة مستقبليـة جديدة تعلي من أساليب الحـوار والمصالحـة ووضـع خطط عمليـة تهـدف إلى تسـوية سلميـة للصـراعات والنـزاعات الدائـرة في المنطقـة، بجانب إصـلاح المؤسسـات الوطنيـة وتوجيهها نحـو تحقيق التنميـة المستـدامـة بدلاً من توجيهها نحـو دعـم المجهـود العسكـري والصـراعات الداخليـة والإقليميـة.
ولا بد أن تدرك دول المنطقـة أن حـل مشاكلهـا الاقتصاديـة والاجتماعيـة والسياسيـة والأمنيـة لن تتحقق من خـلال القـوة العسكـرية، وإنما عبـر الحـوار والتفاوض واعتماد التكامـل الاقتصـادي كخيار استراتيجي لحل كافـة مشاكـلها.
…………………………………………
 الاحالات المرجعيـة:
 د. حـسن بشيـر محمـد نور، أهميـة القـرن الإفريـقي للاقتصـاد السـوداني، المجلة السـودانيـة للدراسـات الدبلوماسيـة، العدد التاسـع، الخـرطوم، سبتمبـر 2011م.
 أ. د. حـسن مكي، ثلاثيـة القبيـلة والثـورة والدولة في القـرن الإفـريقي، مجلـة المرصـد، العـدد 27، الخـرطوم، نوفمبـر 2009م.
 عبد الله الفاتـح، نظـرة عامة على الاقتصـاد الجيبـوتي، مركـز مقديشـو للبحـوث والدراسـات، 20 سبتمبـر 2015م.
 أ. د. محمـد مراد، التنميـة البشـرية المستـدامة (حالة البـلدان العربيـة) عام 2006م.
 الوكالـة الوطنيـة لتنميـة الاستثمار، التقـرير السنـوي، جيبـوتي، 2014م.
 المؤسسة العـربية لضمان الاستثمار، التقـرير العربي الموحـد، 2014م.
 أ. عـلاوي محمـد، المنهـج المعاصـر للتكـامل الاقتصـادي الإقليمي، مجلـة الباحـث، العدد السـابع، 2010م.
 مقـروس كمـال، دور المشـروعات المشتـركة في تحقيق التكامـل الاقتصـادي: دراسة مقارنة بيـن التجربة الأوروبيـة والتجـربة المغـربية، الجـزائر، ديسمبـر 2013م، رسـالة ماجستيـر مقدمـة لجامعـة فرحات عبـاس.
 أ. سمـر خيـري مرسي غانـم، معوقات التنميـة المستدامـة في العالـم الإسـلامي : دراسـة تحليليـة بالتطبيق على جمهـوريةع مصـر العـربية.
 BANQUE CENTRALE DE DJIBOUTI,RAPPORT ANNUEL, 2014

قضايا ساخنة

هل تستمر الدوحة في التأثير على الانتخابات الصومالية بالمال السياسي؟

المرشح البغدادي في حديث خاص للصومال الجديد

بعد أربع سنوات من الدور السلبي في الصومال: قطر تحاول تلميع صورتها

خطاب الرئيس دني .. مخاوف وأسرار

الاتفاقيات حول النفط الصومالي .. تقض مضاجع الخبراء في الصومال